رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد دحروج يكتب: هل حقًّا فروا بدينهم ؟!

فيتو

مع كل إطلالة عام هجرى جديد، يطل علينا للأسف مدعون ..

* يدعون، كذبا وزورا وبهتانا، وصلا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم على دربه ويقتفون أثره ويتبعون سنته ويأخذون نهجه ويقتدون به، ويسيرون على خطاه، وأنهم على المنهج الصحيح، يزعمون أنهم يدعون إلى الله على بصيرة!


* ويدعون أنهم يتحملون في سبيل هذه الدعوة، كما تحمل النبى، صلى الله عليه وسلم، هو وأصحابه الكرام، من إيذاء واضطهاد وتسفيه وتعويق وإرجاف وترهيب مادي ومعنوى بمقاطعة وتشريد وتجويع وتهجير!

* ويدعون أنهم إنما فروا بدينهم من الظلم القهر والاستعباد، وأنهم حماة الدين وحراس العقيدة طلاب الشريعة والمؤيدون لإقامة حكم الله في أرضه!

* ويدعون أنهم الداعون إلى هذا كله بالحكمة والموعظة الحسنة الباذلون والمضحون في سبيل الله بالغالى والنفيس من الأرواح والمهج والأموال، واصفين أنفسهم بالأخيار الأبرار الأطهار، وأن من عداهم هم الأغيار الفجار الأشرار.

* ويدعون أنهم ما زالوا يجاهدون ويدافعون وغيرهم يخونون ويرجئون، وأنهم الصادقون وغيرهم الكاذبون، وأنهم المخلصون وغيرهم النفعيون، بل العملاء المراءون.

ويدعون أنهم إنما فروا بدينهم وهاجروا كما هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، ووصل بهم العته والحمق إلى تنزيل أنفسهم هذه المنزلة، ومنح أنفسهم هذا الفضل والإشارة لأنفسهم في هذا المقام بهذا الادعاء الكاذب حتمًا بما كسبت أيديهم من أفعال، ونطقت ألسنتهم من أقوال، وأضمرت قلوبهم من نوايا خبيثة، واحتوت عقولهم من طوايا مريضة.

* هؤلاء يا سادة تعرفونهم جيدًا، هؤلاء من فضحوا أنفسهم طوال سبع عجاف مضت على أمتنا أظهرت مكنون صدورهم، وما تخفيه من عقيدة فاسدة وفكر عفن، تخلوا فيه عما يتغنون به في كتبهم ونواديهم وخطبهم ومقالاتهم وقنواتهم وإذاعاتهم وأسرهم وكتائبهم وفرقهم منذ نشأتهم وظهورهم، وحتى كتابة هذه السطور.

* فضحوا أنفسهم بالتخلى بدلا من التحلى، وبالحرص بدلا من التجرد، وبالتعصب لأنفسهم ومنهجهم البغيض بدلا من الوسطية والاعتدال، والانتقاء بدلا من الحيادية، وبالانتقام بدلا من التسامح!

فضحوا أنفسهم بعد عقود لبسوا للناس فيه جلود الضأن وهم الذئاب، وظهروا في ثياب الواعظين وهم الثعالب، خانوا الله وخانوا الرسول وخانوا دينهم وأمتهم وأنفسهم، خانوا الأمانة التي تحملوها، وتركوا تجارتهم مع الخالق أربح التجارة، وتاجروا بالتكاليف الشرعية مع الخلق!

اختاروا بأنفسهم أحط وأخسر تجارة.. تاجروا فيها بأنفس وأغلى وأثمن بضاعة، باعوها بثمن بخس لمن لا يعرف قدرها ولا يستحقها، وانتظروا الربح منهم، والكسب من ورائهم، وغفلوا عن كونهم بهذا من الزاهدين، بل الأصح من الخاسرين الخائبين المضيعين، حينما ابتغوا مرضات الناس لا مرضاة ربهم.

وأشركوا الخلق في عبادة الخالق مرائين الناس، فعلوا ذلك بأن فرطوا وضيعوا، ونافقوا وداهنوا وميعوا، ووالوا للناس وتبرؤوا!

السؤال لكم ياقوم: من فرط في الكليات الخمس؛ "الدين.. النفس.. الأرض.. المال.. العرض"، التي من مات دونها فهو شهيد كما أخبرنا ربنا ونبينا؟!.

السؤال لكم يا قوم: من فرط في عرض النبى المصطفى، صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه؟!

السؤال لكم: من جاء بمن يؤلهون عليا؟! من والاهم وهم يقدمونه على النبى، صلي الله عليه وسلم؟! من استضافهم ورحب بهم وهم يسبون أُمَّيْنا؛ عائشة رضي الله عنها وحفصة رضى الله عنها وأبويهما المرضى عنهما؟

أليسوا هؤلاء من فرطوا في عرض نبيهم ويدعون اليوم وصلا به والله ورسوله والمؤمنون منهم براء ؟!.

أحقا هؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا كما يدعون؟! بعد كل هذا أحقا هؤلاء فروا بدينهم واقتدوا بنبيهم كما يزعمون؟!. كلا والله، كلا والله، كلا والله.. أشهد الله ورسوله واشهدوا على قولى إنهم لكاذبون.
الجريدة الرسمية