في ذكرى إعدام "قطب".. هكذا فعل الإخوان وهكذا فعلنا!
عملية "سيد قطب" كلها -القبض على التنظيم وإعدامه هو نفسه والتي مرت ذكراها أمس- تستحق التأمل لسلوك الجميع أو تحديدا الإخوان من جانب وعموم المصريين من جانب آخر.. الإخوان وظفوها لمصلحتهم إلى أقصى درجة.. ونسجوا من القصص والأساطير حول الرجل وحول عملية إعدامه ما لا أول له ولا آخر..
من سعي العالم لإنقاذه لما أسموه مكانته العظيمة وأغلب هذه القصص غير صحيح.. إلى صموده أمام طلب العفو الذي طلب منه ورفضه وهذا أيضا غير صحيح.. إلى تلفيق الاتهام أصلا له وهذا أيضا غير صحيح.. بل إن اللواء "فؤاد علام" الذي اصطحبه إلى الإعدام في سيارة الشرطة ينقل بنفسه في كتابه "الإخوان وأنا" ما سمعه عنه بنفسه، ومنها مثلا قول قطب "للأسف الشديد لم ينجحوا في تنفيذ عملية نسف القناطر الخيرية التي لو تمت لانتهى النظام"!
وقوله في هذيان آخر "تدمير القناطر ومحطات الكهرباء والمياه كان سيكون بداية الثورة الإسلامية وإنذار شديد للناس لينتبهوا من غفلتهم وسكرتهم بنظام حكم عبد الناصر"!
أما اكاذيب تعذيبه فحدث ولا حرج.. حتى حولوه بالفعل إلى اسطورة ساهمت الدولة في السبعينيات والثمانينيات وحتى 2013 فيها.. إذ تركت كتب الرجل في كل مكان بلقبه الذي أطلقه الإخوان عليه "الشهيد سيد قطب"! فضلا عن إقناعهم للمجتمع المصري أن أفضل تفاسير القرآن هو "تفسير الظلال" أو "في ظلال القرآن الكريم" لسيد قطب!
في المقابل.. ماذا فعلنا كمجتمع؟ دعكم من الدولة التي تواطأت طويلا.. نقول: أغلب المصريين رددوا العبارة التالية "جمال عبد الناصر حاكم عظيم.. هو بس لو مكانش أعدم سيد قطب؟!" و"الله يرحمه عبد الناصر.. هما بس تكسة 67 وإعدام سيد قطب"!
أما الترويج لقصص التعذيب فحدث ولا حرج حتى تجد من يطالب اليوم بإعدام الإخوان بلا محاكمة لم يزل يتهم الستينيات بالديكتاتورية!
أما شكلا.. فلا يوجد كتاب أو كاتب حتى أعداء الإخوان والناصريين ممن تناولوا قصة تنظيم "سيد قطب" وإعدامه الا واستخدموا ألفاظا من عينة "النظام الناصري" و"التخلص من نظام عبد الناصر" و"القضاء على عبد الناصر" وكأن تفجير القناطر الخيرية وإغراق عدة محافظات وإحراق هيئة النقل العام وتفجير محطات الكهرباء والكباري وعدد من المؤسسات المهمة في البلد كانت أعمال ضد حاكم.. ولم تكن ضد الدولة المصرية نفسها ولا الشعب المصري نفسه!
ونحن نواجه الإخوان.. تبدو الأخطاء مستمرة! أسرى لأكاذيب الإخوان وحتى لمصطلحاتهم!!