عفاريت الصرف الصحي بالجيزة!
بالوعة صرف صحي بلا غطاء لا تعني فقط أن هناك من سرقها.. إنما تعني أيضا أن هناك مسئولا تجاهل اتخاذ إجراءات تغطيتها بعد سرقتها، وإن لم يجد من المخصصات ما يساعده على ذلك، فمن المؤكد أنه لم يتخذ من الإجراءات ما يحذر الناس من وجود خطر محتمل في طريقهم، كما يحدث في حال وجود أعمال أو أشغال عامة!
ومع ذلك.. دعكم من ذلك.. وسنفترض أن لصوص أغطية المجاري سرقوا كل الأغطية في محافظة كبيرة كالجيزة.. ولم يتركوا غطاءا واحدا.. إلا أن السؤال: ما علاقة ذلك بإغراق أغلب شوارع الجيزة بمياه الصرف الصحي؟ حتى أصبحت ظاهرة في محافظة كانت حتى وقت قريب نظيفة!
إحدي هذه المواسير انفجرت منذ أكثر من عام.. أرسل لنا الأهالي الاستغاثة ثم دعمونا بالصور.. ونشرنا.. وكان العنوان "اقبضوا على رئيس حي الهرم" الذي ألقي القبض عليه فعلا بعدها بأسابيع.. ولكن تصادف أن التقينا اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة السابق في اليوم نفسه، في مناسبة عامة، ووجدنا سيادته قرأ المقال، وأن العلاقات العامة بمحافظة الجيزة تابعت الأمر، إلا أنه ـأبلغنا أن الموضوع لا يخص الحي بل يخص هيئة الصرف الصحي!
الآن.. ذهب المحافظ وجاء آخر.. والماسورة إياها التي أهدرت مال عام بإفساد الرصف الجديد لشارع المطبعة الشهير، والممتد من شارع الهرم إلى الطريق الدائري، وقد كان تجديد الرصف حلما للسكان كما يقولون لم يتحقق له إلا بعد تولي الرئيس السيسي!
الآن نقول: هل يصدق أحد أن الماسورة تغرق الشارع منذ الكتابة عنها في مايو 2018؟ هل يصدق أحد أنها تمتد لأكثر من مائتي متر ببركة كبيرة؟ هل يصدق أحد أن مديرية الصرف ترسل يوميا -منذ مايو 2018 - سيارات كبيرة لسحب المياه من شارع تصرف فيه مواسير لا تتوقف لحظة ؟!
وهل يصدق أحد أن تكلفة هذه السيارات طوال هذه الفترة بعمالها وسائقيها ووقودها كان يتكفل ويزيد بإصلاح الماسورة واعادة رصف الشارع؟!
ما سر الصرف الصحي في الجيزة كلها؟ وما سر ترك ماسورة شارع المطبعة -الذي يقع فيه مبني مطبعة البنك المركزي- بلا أي حل حتى الآن؟ هل هي عفاريت تمنع المتخصصين من الاقتراب منها؟! أم ماذا بالضبط ؟!
القصة إذن ليست في لصوص أغطية البالوعات.. بل أكبر من ذلك!