رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال عنيف يهز ليبيا «سياسيا وعسكريا» لمدة 5 دقائق (تقرير)

فيتو

اهتزت جميع أنحاء ليبيا سياسيا لمدة 5 دقائق، على خلفية صدور بيان استقالة المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى، وإعلان تسليم مقاليد الحكم والأمن في العاصمة "طرابلس" إلى الحكومة المؤقتة التي يقودها عبدالله الثنى في الغرب –بنغازي- ومسئولية تأمين العاصمة إلى الجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر.



السطور السابقة في البيان بعيدا عن الديبجات السياسية المغلفة للبيان، كانت تعنى إنهاء الأزمة الليبية القائمة منذ سنوات وتوافق على رأس واحد تحكم البلاد، إضافة إلى غلق الأبواب في وجه جمع الغرباء الذين استباحوا أرض أحفاد عمر المختار.. لكن الفرحة العارمة التي انتابت الشعب هناك لم تدم سوى 5 دقائق فقط بعدما نشر حساب حكومة الوفاق الوطنى على موقع "تويتر" تكذيبا حول صدور بيان الاستقالة وتأكيده على اختراق الحساب ونشر بيان الاستقالة المزور من خلاله.

اختراق حسابات "حكومة الوفاق" الليبية ونشر بيان مزور حول الاستقالة

رواية اختراق الحساب الرسمى على "تويتر" لمدة 5 دقائق فقط لو تنطوي على الشعب الليبي، الذي هاجم حكومة الوفاق في تعليقات متتالية أكدت جميعها استحالة استعادة حساب مخترق عقب دقائق معدودة في حين أن دولا كبرى تقف عاجزة أمام استعادة حسابات مخترقة لمدة أيام متتالية حتى تتمكن من طرد المخترق والسيطرة مجددا على عمليات النشر.


أيضا كانت فكرة إرجاع الأمر إلى اختراق الحساب الرسمى على "تويتر" كانت مسارا للتندر حول عجز حكومة الوفاق على تأمين حساب على مواقع التواصل في وقت تزعم فيه قدرتها على تأمين دولة بحجم ليبيا.

على الضفة الأخرى من الأزمة، وبعيدا عن تعليقات مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، اعتبر المراقبون للأزمة أن بيان الاستقالة ربما يكون صحيحا بنسبة كبيرة، وقامت بنشره حكومة الوفاق وتراجعت عنه بسبب ضغوطات دولية وإقليمية، أو يقف خلفه جبهة منشقة عن فائز السراج، وباتت تستشعر الخطر على مستقبل البلاد ورأت في خروج المجلس الرئاسى من المشهد طوق نجاة لإنقاذ الشعب والأرض.

أول تعليق رسمي من حكومة الوفاق الليبية على بيان الاستقالة المزور

بالرغم من تسرع بعض المواقع الإخبارية العربية في نقل خبر الاستقالة، إلا أن مجريات الأحداث وتفاقم الأزمة التي وصلت محطتها الأخيرة بصراع عسكري معلن بين الغرب والشرق، بعدما أطلق المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبي عمليات طوفان الكرامة لتحرير العاصمة من قبضة الإرهاب، ما يؤكد استحالة إقدام الطرف الآخر للتنازل الطوعى عن مكاسبه في ظل تحكم ميلشيات مسلحة في قرارتها.

ليبيا بطيعة الحال أيضا لم تعد تملك قرارها الداخلى بشكل منفرد، في ظل تدخل أطراف دولية وإقليمية في الأزمة، ومثل هذه القرارات –الاستقالة- لن تأتى بطريقة مرنة من أحد أطراف الصراع، خصوصا الطرف الغربى –السراج- الذي يعد وكيلا لإيطاليا في حكم الدولة، وسلم زمام أمره إلى تركيا وقطر ولا يستطيع الخروج من المعركة الدائرة بدون الحصول على ضوء أخضر من هذه العواصم بشكل يسبقه تسريبات صحفية حول استقالة مرتقبة وترتيبات دولية بهدف توقيع التفاهمات والاتفاقات مع حاكم واحد وجيش موحد للبلاد.
الجريدة الرسمية