رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل يرد حزب الله على التجاوزات الإسرائيلية؟


في لبنان الجميع في انتظار رد حزب الله على استهداف الضاحية الجنوبية ببيروت بطائرتين مسيرتين كلاهما كانتا تحملان متفجرات وفقا لما قاله حزب الله.

 الخبراء يرون أن الطائراتين تم إرسالهما من داخل لبنان في إشارة لوجود عملاء قاموا بإطلاق الطائرتين، لأنهما لايمكن أن يطيرا لمسافات بعيدة.

تهديد الأمين العام لحزب الله، "حسن نصرالله"، لم يمنع إسرائيل من شن غارات على البقاع الغربي، واستهداف موقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع ذلك لم يرد حزب الله، ولا أعتقد أنه سيرد قريبًا، ولن يكون رده في جميع الأحوال خارج لبنان، ليس لعجزه عن الرد، لكن لأن رده يعني أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد بدأت فعليًا.

فحزب الله يملك من القدرات الصاروخية مما من شأنه ضرب ما هو أبعد من تل ابيب، والحديث هنا ليس عن صواريخ محلية الصنع، ولكن صواريخ حصل عليها حزب الله من سوريا أثناء تفكك الجيش السوري.

لا أعتقد أن إيران ترغب في حرب حالية مع إسرائيل، والرئيس الفرنسي يحاول عقد لقاء بين "ترامب" والرئيس الإيراني.

 الرئيسان الأمريكي والإيراني أبديا الرغبة في اللقاء على "ذمة حسن النوايا" فكلاهما لم يحدد شروطًا للقاء، بل إن الرئيس الأمريكي ذهب لأبعد من إعلان رغبته في لقاء الرئيس الإيراني بل ومدح إيران في الكثير من تصريحاته.

صحيح أن إسرائيل استهدفت مقاتلين لحزب الله في سوريا، وضربت ما أسماه رئيس وزراء دولة الاحتلال بالأهداف الإيرانية، لكن إيران تعرف أن إسرائيل تسعى لاستفزازها.

فعقد لقاء بين الرئيسين "ترامب" و"روحاني" قد يصيب "نتنياهو" بالجنون، والتوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران قد يصيب "نتنياهو" بجلطة انتخابية يتوقف معه قلبه السياسي. ولكني استبعد التوصل لاتفاق لأن "ترامب" قد يطالب بوقف البرنامج النووي الإيراني، أو لمستويات تخصيب لا تستفيد منها إيران بما يجعل البرنامج النووي غير ذي جدوى، وإيران لن توافق على أيا من طلبي "ترامب".

كما أن "ترامب" تاجر سياسي فاشل، فها هو قد قابل الرئيس الكوري الشمالي وتبادلا نظرات الإعجاب والطبطبة ، ومع ذلك تستمر كوريا الشمالية في تجاربها الصاروخية. فـ"ترامب" يظن أن الجميع يحلم بلقائه أو يتمنون رضائه، وأن مجرد اللقاء يعطي له الحق في أن يطلب من الآخرين "يستسلما" لرغباته. لكن لأن إسرائيل تخشى من مجرد اللقاء بين الرئيسين الأمريكي والإيراني، فقد أصبح الشغل الشاغل ل"نتنياهو" حاليًا هو استفزاز إيران واستهداف حزب الله.

ومادام أن إيران لا تريد للحرب أن تقع فلن يرد حزب الله. هناك سبب آخر يدعو حزب الله لعدم الرد على التجاوزات الإسرائيلية وهو أن الحكومة اللبنانية اعتبرت أن الغارات الإسرائيلية وبخاصة تلك التي حدثت على الضاحية الجنوبية ببيروت انتهاكًا لسيادة لبنان، وأن اللبنانيين من حقهم الدفاع عن أنفسهم. مجلس الوزراء اللبناني برئاسة "سعد الحريري" آمن لحزب الله الغطاء الكافي للرد، بتنديده بالاعتداءات الإسرائيلية وبإعلانن التقدم بشكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن.

تضامن الحكومة اللبنانية مع حزب الله أصاب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالجنون، فترك قضية استهداف الضاحية الجنوبية ببيروت، وحاول خلال رسالته للأمين العام لحزب الله أن يوقع فتنة بين حزب الله واللبنانيين بقوله أن حزب الله مستعد للتضحية بلبنان من أجل فيلق "القدس" في سوريا.

لست متفائلًا بما ستفسر عنه الأيام القادمة من أحداث لكني أتوقع أن تصّعد إسرائيل من استفزازتها لسوريا وإيران، وأن يكون هذا التصعيد والاستفزاز ذلك بعيدا عن لبنان، بهدف دفع الحزب للرد خارج لبنان، فحزب الله مرتبط عسكريًا بالموقف الإيراني ومرتبط داخليا بتضامن الجبهة الداخلية.

وقد يقوم الحزب بشن هجمات من الأراضي السورية على إسرائيل، بما يستفز إسرائيل مجددًا. المرحلة القادمة باختصار هي مرحلة "عض أظافر" وشعارها "الصبر مفتاح الفرج"، الحرب ستندلع عندما "ينفد صبر" حزب الله، أو إيران، أو اسرائيل، عموما سنرى.
Advertisements
الجريدة الرسمية