رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إسرائيل تضرب إيران هذا الصيف


قبل أن تتضح ملامح المرحلة القادمة فى مصر، وقبل أن تظهر بشكل واضح توابع الدستور الجديد، وربما قبل أن نشهد نهاية للعنف فى سوريا، سيكون الجميع أمام واقع جديد فى المنطقة تفرضه إسرائيل وحدها بعد أن هيأ لها الوضع الإقليمى والدولى الظروف المناسبة لمهاجمة إيران. نعم، إسرائيل ستهاجم إيران هذا الصيف، وهو ما يعنى ببساطة أن المنطقة بأسرها مقبلة على حرب شاملة.

التأكيد على أن إسرائيل ستضرب إيران هذا الصيف يدعمه أكثر من دليل، فتصريح نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بأن التخلص من البرنامج النووى الإيرانى هو أول ما سيقوم به إذا ما شكل البرلمان القادم، والذى ستجرى انتخاباته البرلمانية فى 22 يناير الجارى. 

يدعم وعد نتنياهو تصريحان صدرا قبل شهرين؛ الأول للسفير الأمريكى فى إسرائيل "دانيال شابيرو"، وتناقلته جريدة الواشنطن تايمز، بأن خطة الولايات المتحدة لضرب إيران أصبحت جاهزة، وهو ما يعنى ضمنًا إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب إيران، هذا إن لم تشترك الولايات المتحدة مع إسرائيل فى ضرب إيران.

والثانى تصريح لـ "رونين برجمان" المحلل السياسى والعسكرى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل شهرين لقناة "سى إن إن"، فى لقاء له مع فريد زكريا، المحاور السياسى فى قناة (سى إن إن)، أن رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه اتخذا قرار مهاجمة إيران، بعد أن أكد الأخير أن إيران على بعد ثمانية أشهر من "المحور المنيع" أو The Immune Zone.

ما لم يقله المحلل السياسى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" هو أن الحرب ستكون فى الصيف، فالمراقب لطبيعة المجتمع الإسرائيلى يعرف أن إسرائيل لا تستطيع أن تحارب فى الشتاء.

ورغم أن الرئيس أوباما كرر فى أكثر من مناسبة أن استخباراته لم تؤكد له تطوير إيران لأى نوع من أنواع السلاح النووى، ورغم الخلاف الاقتصادى الحالى بين أوباما والكونجرس حول الميزانية والذى اقترب من الحل، فإن إسرائيل وضعت أوباما فى وضع حرج بعد إعلان حماس أن الصواريخ التى استخدمتها لضرب تل أبيب إيرانية.

  الصواريخ الإيرانية إذًا هى التى أجبرت إسرائيل على وقف النار، ولسان حال إسرائيل يقول لأوباما: "لقد أحيط بنا"، حزب الله من الشمال، وحماس من الجنوب، والإخوان المسلمون فى مصر، وهو ما اضطر إسرائيل للموافقة على هدنة وفقًا لشروط حماس، وبعد يوم واحد من تفجير حافلة فى تل أبيب, فى موقف لم يتعود عليه العرب من إسرائيل.

ورغم أن الوضع الاقتصادى فى الولايات المتحدة لا يقول بأنها مستعدة لضرب إيران، فإن وقف إسرائيل هجومها على غزة يعززه فكرة أن أوباما اقتنع بأن إسرائيل لم تعد تقدر على مواجهة صواريخ إيران التقليدية طويلة المدى، فماذا سيحدث إذاً لو صح امتلاك إيران لصورايخ طويلة المدى تحمل رءوسًا نووية.

والمتابع عن قرب يجد أن إسرائيل لم تعد تهتم حاليا بمحاولات نزع سلاح "حزب الله"؛ لأنها ترى أن سقوط إيران يعنى سقوط حزب الله، غير أن الغرور الإسرائيلى يصور لها أن هذه الحرب ستكون حربًا سريعة، وستعمل إسرائيل فى المقابل على إذكاء روح الفتنة السنية - الشيعية فى لبنان، والعراق، والبحرين، بما يوفر الظروف المناسبة فى حالة استمرار الحرب.

إسرائيل تنتظر هذه الحرب بفارغ الصبر أيضًا؛ لأنها تريد استعادة هيبتها فى المنطقة بعد أن فقدتها خلال السنوات السابقة، وبخاصة مع تنامى الأصوات المنادية فى مصر بإعادة النظر فى ملف العلاقات المصرية الإسرئيلية واتفاقية كامب ديفيد.

 الحرب على إيران قادمة لا محالة، فماذا ستفعل الدول العربية والإسلامية إزاء التهديدات المستمرة بشن الحرب على إيران، واقتراب موعد الحرب؟

 
Advertisements
الجريدة الرسمية