"كتشنر" ورمضان والإعلام
لا أعرف سببًا لهذا الربط بين مصرف "كتشنر" وحفلات الممثل "محمد رمضان" وبعض ما نراه في وسائل الإعلام، ربما لكون الثلاثة (مصارف) أصابت المجتمع بأمراض يحتاج التعافي منها إلى وقفة جادة، وربما للتشابه في بشاعة المنظر وكراهية الرائحة الصادرة منهم، وربما كان الربط بسبب كلامنا الكثير عنهم..
فعلى مدار سنوات كان مصرف "كتشنر" متصدرًا الحديث في جلسات جمعتني بالدكتور "محمد عبدالوهاب" أستاذ زراعة الكبد، حيث أجرى الرجل دراسات أكدت أن "كتشنر" جعل مواطني محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة عرضة لأمراض الكبد، بسبب ما يحويه من مياه صرف صحي وصناعي وزراعي.
وعلى مدار السنوات الماضية تصدر الممثل "محمد رمضان" حديث الأغلبية لما تحويه أفلامه من تحريض على سلوكيات عدوانية كفيلة بهدم القيم والترويج للبلطجة، ومؤخرًا كان الاتفاق على بشاعة صورته في حفلاته بالساحل الشمالي، وخلال السنوات الأخيرة كان الإعلام مرتعًا لأشباه إعلاميين لم يتوقف الحديث عنهم، ولا عن الأمراض النفسية التي يعانون منها مثل الشهرة ولو على جثة ريادتنا الإعلامية والنفاق ومخاصمة المهنية وتشويه الآخرين والتمسح بصناع القرار.
ولعل ما صدر من "ريهام سعيد" رغم نبل رسالتها يؤكد أننا أمام إعلام مريض قد تصيب عدواه المجتمع في مقتل، لذلك صار بنفس خطورة مصرف "كتشنر" و"محمد رمضان".
مشكورة الحكومة، حيث حققت حلم الملايين بإعادتها تعمير مصرف "كتشنر" بقرض قيمته تسعة وستين مليون يورو من البنك الأوروبي، وبذلك تقضي على المصدر الرئيسي لأمراض الكبد، وهي خطوة تنسجم مع حملة القضاء على فيروس (سي) التي أطلقها الرئيس "السيسي" وكانت الحملة الأهم.
وبعد إنهاء أزمة مصرف "كتشنر"، بقيت أزمة "محمد رمضان" و"الإعلام"، وهما الأخطر لأن ما يصدر عنهما من أمراض تصيب المجتمع في فكره ووجدانه وسلوكياته، فهل نحتاج إلى قرض لإعادة إعمار الفن والإعلام ؟!
الواقع يؤكد أننا لسنا بحاجة لهذا القرض، فما ينفق على الإعلام من مليارات كفيل بتطهير قنواته من أمراض الجهل والعجز والصراخ وقلة الحيلة، وما ينفق على الفن كفيل بإقصاء أفلام وحفلات البلطجة والشذوذ الفكري، وإذا كانت الدولة قد أنقذت الملايين من أمراض "كتشنر".. فعليها إنقاذ الشعب من أمراض الإعلام وفن وحفلات "محمد رمضان".
اردموا كل "كتشنر"، أو أعيدوا إعماره.
besherhassan7@gmail.com