رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. رحلة فى مستشفى أبوتشت المركزى..الفئران نزيل دائم بالغرف..مركز غسيل الكلى يعوم فى مياه المجارى..وحضانات الأطفال تنقلهم للآخرة

مستشفى أبوتشت المركزي
مستشفى أبوتشت المركزي

حالة من الغضب تسيطر على مواطنى مركز أبوتشت بقنا، نتجية تردى الأوضاع بمستشفى المركز، حيث مياه الصرف التى حولت فناء المستشفى لبحيرات، الأجهزة الطبية متهالكة، غرف أصبحت مرتعًا للفئران، حضانات أطفال مليئة بالميكروبات، وغيرها من الصور التى تكشف عن الإهمال الجسيم الذى يعانى منه أهالى صعيد مصر.

البداية مبنى صغير يخطف بصرك، لأنه مواجه للبوابة الرئيسية للمستشفى، كلما تقدمت للأمام تستطيع قراءة اللافتة بوضوح أنها "وحدة الغسيل الكلوى" يشبه فى تكوينه بدروما تحوم حوله مياه الصرف الصحى، وبدخول المبنى تجد أسرة متهالكة وعليها مفارش قديمة غير نظيفة، قال طه على أبو المعارف أحد المرضى، الوحدة ينقصها "البيركار" وهو الجركن الأزرق الذى يستخدم فى تنظيم ضغط المريض أثناء عملية الغسيل.

قالت إحدى الممرضات رفضت ذكر اسمها: تم تخصيص غرفتين بالطابق الأرضى لوحدة الكلى لعلاج المرضى ويتم التبديل على هذه الأجهزة كل 4 ساعات حيث إن المكان ضيق جدًا ولا يسع الكثير من المرضى على الرغم من وجود أكثر من 90 حالة تحت العلاج ولذلك يتم تشغيل الوحدة لمدة تتعدى 16 ساعة يوميًا، فضلًا عن عدم وجود طبيب متخصص فى الكلى بسبب عدم وجود طبيب مقيم بها.

وبالانتقال إلى قسم الحضانات وهي محاطة ببيت زجاجى يضم 5 أطفال، أجهزة التكييف معطلة، الممرضة المسئولة على الحضانات تفتح نوافذها للتهوية كل 10 دقائق حتى لا يصاب الأطفال بالاختناق من سخونة الأجهزة، مما يعرض الأطفال للميكروبات والفيروسات، وأكدت الممرضة أنها على خلاف مع الفنى المختص بالتكييفات فى المستشفى لرفضه القيام بصيانة المكيف.

وفى الغرفة المجاورة غرفة الرضاعة للأمهات، حيث تجلس بخيتة محمد أم أحد الأطفال داخل الحضانة تقوم بإرضاع وليدها وبسؤالها عن الخدمة المقدمة لها قالت إنها تعانى معاناة شديدة خاصة فى فترة الصباح والظهيرة عندما تأتى لإرضاع المولود حيث تكسو الشمس الحارقة الغرفة بسبب وجود نوافذ متهالكة بالإضافة إلى كشف الغرفة للمارين فى فناء المستشفى والشارع المجاور.

وفى الطابق الثانى تجد قسمًا تعلوه لافتة "قسم الرجال" وعند الدخول إليه تجد أن القسم يشمل الرجال والنساء لأن بداخله قسم "الولادة " وبهذا تفقد نساء أبوتشت خصوصيتهن فقد تجد السيدة التى وضعت وخرجت من غرفة العمليات إلى غرفة الإفاقة إلى جانبها رجل مريض قد تم إجراء إحدى العمليات له، مما يجبر أهل السيدة على وضع حاجز أو ساتر فى الغرفة بإحدى "ملايات " الأسرة " على طريقة فيلم "غريب فى بيتى" حتى تحتفظ سيدات أبوتشت بجزء من حيائهن الضائع نتيجة عدم تقدير المسئولين لأبسط حقوق الإنسان الآدمية .

على بعد خطوات فى نفس الطابق تجد قسم "النساء والأطفال " والذى يتكون من أربع غرف مليئة بالأطفال والأمهات المحتجزات مع أطفالهن، وبالاقتراب من إحداهن قالت عايدة عبد  الصبور وهى تحمل طفلتها: إن الفئران تجرى بيننا طوال اليوم مما يجعلها مستيقظة طوال الوقت خوفًا من اقتراب الفئران من طفلتها وإصابتها بأذى فى أطرافها خاصة أن المستشفى خالية من أى أمصال وقائية أو حتى أمصال مضادة.

وأضافت فاطمة وافى ربة منزل وهى سيدة تجلس بجوار سرير ابنتها المريضة بمشكلة فى الرئة أن المستشفى لا يوجد بها "مسكات"  للأكسجين مما يجعلها تمسك بخرطوم الأكسجين لمدة ساعات عندما يأمر الطبيب بمنحها جرعة أكسجين لتنظيم التنفس.

ومن طرائف مستشفى أبوتشت المركز أنها تحتوى على غرفة خاصة تسمى "غرفة الفندقة " والتى تبلغ ليلة الإقامة فيها 1500  جنيه تلك الغرفة التى تحتوى على سرير متهالك يتم تحميله على قالبين من الطوب الأحمر، وترابيزة صغيرة مقشرة أخذت اللون الأسود نتيجة تعاقب الأعوام عليها وأرضية بلاط محطمة وفى أخرها نافذة بلا شباك تطل على مخازن تسكنها الأشباح.

أكد عبد  الباسط عدلى حسين من أبناء مركز أبوتشت أن عدد القرى التابعة للمركز (32 قرية) يعيش فيها حوالى 600 ألف نسمة، يعانون من الإهمال الطبى حيث لا يوجد مستشفى محترمة بأى قرية بالمركر.

 

الجريدة الرسمية