الآثار تعمل على ترميمها..١٠ معلومات عن مخطوط مزامير داوود بالمتحف القبطي
تعد وزارة الآثار مشروعا لترميم مخطوط مزامير داوود بالمتحف القبطي الذي لم يرمم منذ اكتشافه في عام ١٩٨٤، والذي يعتبر من أهم المخطوطات في المتحف، ويشترك في المشروع الدكتور حمدي عبد المنعم مدير عام ترميم المتحف الإسلامي، مع الدكتور يوسف محمد عقل، مدير عام ترميم المخطوطات والبردي بوزارة الآثار.
وجرى معاينة المخطوط بالمتحف القبطي تمهيدا لإعداد خطة ترميمه، ولكن المشروع ما زال في مرحلة إعداد الخطة والمخطوط لم يتم ترميمه من قبل، ولكن كانت هناك بعض المحاولات السابقة البسيطة لترميمه في بعض الصفحات القليلة، ترصد فيتو أهم معلومات عن مزامير داوود وهي:
مشروع لترميم مزامير داوود بالمتحف القبطي لأول مرة منذ ٣٥ عاما
- عثر على أول نسخة كاملة من مزامير نبي الله داود، عام 1984 في قرية "المضل"، التي تقع جنوب مدينة بني سويف، في مقبرة تعود إلى العصر المسيحي الأول في القرن الرابع الميلادي، كانت توضع تحت رأس مومياء طفلة لا يتجاوز عمرها الثانية عشرة، كما كان يفعل المصريون القدماء في العصور الفرعونية القديمة، فهم كانوا يضعون كتاب الموتى تحت رأس المومياوات، وهذا يدل على أن الثقافة الفرعونية القديمة كانت ما زالت مسيطرة حتى ذلك العصر.
-هذا الكشف، وصفته وكالات الأنباء العالمية بأعظم كشف في القرن العشرين، حتى إنها ساوته بعظمة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كما وصفته هيئة الآثار المصرية وقتها، بأنه أهم كشف قبطي في النصف الثاني من القرن العشرين، حتى أن "فليب حليم فلتس" مدير عام المتحف القبطي يقول عنه إنه أهم كنوز المتحف القبطي.
-الكنز عبارة عن كتاب مكون من 31 ملزمة، محاطة بكتان مبروم، طريقة حياكته وتجليده تؤكد على نسبة التطور الذي وصل إليه القرن الرابع الميلادي، ذات غلاف خشبي مبطن وسيور من الجلد كانت تستخدم لغلق المخطوط، وتعتبر أهم المخطوطات التي تظهر طريقة الكتابة على السطور بأدوات الترقيم، فكل ورقة مرقمة، وكل مزمور لديه رسمة في بدايته سواء طائر أو نبات أو رسوم زخرفية، كما كتبت على ورق الـ"رَق"، الذي كان يصنع من جلد "العِجل"، وهو جلد سلس ومتين، عن باقي الجلود التي كانت تستخدم من جلود الحيوانات الأخرى.
- من ينظر إلى تلك المزامير الأثرية، سيجد أن عددا كبيرا من أوراقها التصقت ببعضها البعض، بفعل تسرب أنزيمات من جسد صاحبة المقبرة التي وجدت فيها، وبالتالي فهي تحتاج إلى الترميم، لكن للأسف حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة قرون على اكتشافها، لم تتول أي جهة مسئولية ترميم هذا الكنز الأثري حتى الآن.
-تضم تلك المخطوطة 150 مزمورا، كتب منها نبي الله داود 73 مزمورا، أي أكثر من 48%، لذلك نُسبت إليه، وحملت الأسفار اسمه، وقد ذكر في الكتاب المقدس لليهود الذي أطلق عليه "العهد القديم"، والذي يحتوي على جميع كتب اليهود بما فيها التوراة، أن داود كتب مزموري 96 و105، كما ذكر الجزء الثاني من الكتاب المقدس للمسيح الذي يطلق عليه "العهد الجديد"، والذي يضم 27 سفرا وهي الأناجيل الأربعة: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، أنه كتب مزموري 2 و95.
- وذكر في العهدين أن النبي المرتل في إسرائيل "آساف" كتب 12 مزمورا منهم المزمور رقم 73، وكتب أولاد قورح بن عم نبي الله موسى وهارون 10 مزامير، وكتب نبي الله سليمان ابن داود ثالث ملوك مملكة إسرائيل الموحدة قبل انقسامها مزموري 72 و127، أيضا كتب نبي الله موسى مزمور 90، بالإضافة إلى 49 مزمور مجهولة الكاتب، وإن كان يرجح أن نبي الله داود صاحبهم، وقد جمع نبي الله عزرا هذه المزامير بإرشاد "الروح القدس" في كتاب واحد، وإن كان اليهود قسموا كتاب المزامير إلى 5 كتب، يتوافق كل منها مع واحد من الأسفار الخمسة لنبي الله موسى.
- "مزامير داوود" انتهى بها المطاف لتستقر داخل القاعة 17 بالمتحف القبطي، بمصر القديمة داخل حدود حصن بابليون، وتعد أهم المخطوطات الأثرية داخل المتحف، ورغم أن المتحف يضم عددا من المخطوطات الأخرى لمزامير داود، إلا أن تلك النسخة التي وجدت تحت رأس الطفلة، تستقر في فاترينة خاصة مميزة، لأنها النسخة الأقدم من جانب، ولأنها المخطوطة الوحيدة الكاملة.
- والمفاجأة التي كشفتها لفائف البردي التي عُثر عليها في حفائر تل العمارنة، إنها تحتوي على نصوصا كاملة لأكثر من مزمور من مزامير داود، مكتوبة باللغة الهيروغليفية القديمة، والتي سبقت مزامير داود المدونة باللغة والخط العبراني بأكثر من 300 عام، كما اكتشف العالم المصري سليم حسن بالاشتراك مع علماء متحف برلين، وجود ثلاث صفحات من "ترنيمة آتون العظمي" التي كتبها إخناتون لإله الشمس آتون، مطابقة تماما لمثيلاتها في "أسفار التوراة"، رغم إنها سبقت مزامير داوود بأكثر من 7 قرون، وتم نقشه على أحد الجدران الجانبية في مقبرة "إيي" في تل العمارنة، حيث يشغل الجدار الأيمن لبهو مدخل المقبرة في 13 عمودا رأسيا.
- الغريب أن عالم الآثار والمصريات الأمريكي "جيمس هنري بريستد" يرى أن أنشودة إخناتون التي جاءت في القرن الـ14 قبل الميلاد، تتشابه تماما مع مزمور 104، حتى إنها تسير في نفس الترتيب، لذلك يعتقد بعض مؤرخي الأدب المصري القديم أن الرؤية التوحيدية التي دعا إليها الملك الفرعوني "إخناتون" وهو من الأسرة الـ18، تعمد كهنة "آمون" إلى طمسها، كما دعوا أفراد الشعب على محاربتها خوفا على عقيدتهم من الانهيار، وبالتالي انهيار سيطرتهم على البلاد.
- ويعتقد مؤرخو الأدب المصري القديم أن في القرن العاشر قبل الميلاد، بعد مرور أربعة قرون على انتشار دعوة إخناتون، سار اليهود على درب كهنة آمون، وقاموا بطمس ما تبقى من عقيدة إخناتون، لذلك لم يعرف أحد عن ترانيمه للإله الواحد، حتى كشفت تلك الحفائر في تل العمارنة عنها، لتضع رؤية جديدة عن "مزامير داود"، وتضع تساؤل جديد، هل نبي الله داود كان يترنم بترانيم فرعونية قديمة، أم أن المزامير مجهولة الكاتب البالغ عددها ٤٩ مزمارا، تعود إلى إخناتون.