"سوبيبور" تثير الجدل في "القومي للمسرح".. والمخرج: أحداثها تخدم القضية الفلسطينية
عاصفة من الجدل هبت مع انطلاق عروض المهرجان القومي للمسرح المصري بدورته الثانية عشرة، برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز، وذلك فور عرض مسرحية "سوبيبور" لفريق كلية التجارة بجامعة عين شمس، ضمن مسابقة عروض الشباب بالمهرجان.
سهام الانتقادات اللاذعة وجهت لموضوع المسرحية، التي تتناول حالات القتل وحرق اليهود، بأحد معسكرات النازية، الذي يحمل اسم "سوبيبور"، والتي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي.
محمد زكي مؤلف ومخرج العرض دافع عن رؤيته الفنية التي أراد إيصالها من المسرحية قائلا: "إحنا بنناقش قضية إنسانية من خلال العرض، حيث نروي بعض حالات إبادة اليهود على يد النازيين.. ونربط بينها وبين ما يفعله الصهاينة في فلسطين حاليا".
وأضاف: "فكرة الربط تهدف إلى كشف اليهود وفضح أمر الصهاينة، الذين يقومون حاليا بنفس تلك الجرائم في فلسطين والقدس، والعرض رسالة إدانة لما يفعله الصهاينة في فلسطين وكشف ما يتاجر به اليهود.. وأنا لما بقدم جرائم هتلر في اليهود الهدف إعلاء قيمة الإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه وتجريم المجازر كلها".
"كيف لإنسان ذاق العذاب أن يذيقه لغيره".. هذه الكلمات تصف وتجسد ما قمنا بتقديمه وما نصبو إليه، يشير مخرج العرض إلى الجملة والرسالة الختامية التي أعلنها العرض على خشبة مسرح السلام بشارع قصر العيني، والذي قدم عليه خلال فعاليات المهرجان القومي للمسرح.
ويرى زكي أن فكرة العرض الجديدة تعد دفاعا وإبرازا للقضية الفلسطينية، ولكن بشكل مختلف عما قدم قبل ذلك: "لو حبيت تعمل عرض مباشر تدعم به فلسطين مش هتعرف، لأن الأشكال العادية كلها اتعملت.. فإحنا قدمنا عرضا يبرز القضية الفلسطينية من خلال أفكار الصهاينة، وما يرددونه من تعرضهم للظلم من النازيين.. فأنا كمسلم وعربي بقول إني رافض ما فعله النازيون وبرفض ما يقوم به الصهاينة".
يكشف مخرج العرض تفاصيل موضوع المسرحية قائلا: "العرض من قصص حقيقية حصلت في معسكر سوبيبور في شرق بولندا.. في أفلام كتير اتعملت عن الموضوع ده لكن الخطوط الدرامية اللي حصلت دي من رؤيتنا وفكرنا، وأضفنا بعض الشخصيات والسيناريو"، وأنا مثلا عملت دور شخصية في عيلة مسلمة عشان أرسخ فكرة أن المسلمين في أي مكان أو زمان متسامحين وفقا لتعاليم دينهم".
مخرج "الشاطئ" يكشف كواليس المشاركة في "القومي للمسرح"
تمكن عرض "سوبيبور" من حصد المركز الأول في مسابقة المسرح بجامعة عين شمس، في شهر أبريل الماضي، بعد الحصول على موافقة المصنفات الفنية، حيث لعب بطولة العرض قرابة الـ60 عضوا من فرقة تجارة عين شمس، كما صمم الديكور محمد أبو الحسن، وملابس أميرة صابر، موسيقى عمرو صلاح، استعراضات هاني فاروق، إضاءة محمد جبر، تأليف وإخراج محمد زكي.
وفي هذا السياق يوضح المخرج لـ"فيتو"، أن الجامعة تلتزم بالعروض التي تأخذ موافقة المصنفات الفنية: "مفيش عرض بيتعرض على مسرح الجامعة غير لما بياخد موافقة المصنفات لأن الجامعة ليست جهة فنية عشان توافق على العرض أو ترفضه".
وعن حظوظ العرض في حصد جوائز خلال المهرجان يوضح محمد زكي: "فنانين كتير شافوا العرض وأثنوا عليه، وكان في ناس بترشحه ضمن ثلاثة عروض لحصد جائزة أفضل عرض.. والوسط المسرحي صغير والآراء والجدل فيه بيبقى معروف وده الكلام اللي تردد قبل المهرجان".
وتابع: "أنا بثق في لجنة التحكيم وأعضائها الفنانين المحترمين، ومعنديش أدنى شك إنه حتى لو ما خدش العرض أي جائزة فهيكون عشان وجهة نظرهم الفنية اللي بتقول كده"، مضيفا: "في مصر في عندنا نظرية من خاف سلم.. وأتمنى متكونش موجودة وأن تغلب النظرة الفنية".
ويوضح زكي موقفه من السهام الحادة التي طالت العرض والانتقادات التي وجهت لفريق عمله: "أنا مع النقد مش التجريح أو التخوين أو الخوض في وطنية الناس.. لأن ده بيعتبر تشهير باسم ناس واسم جامعة.. وناس كتير أوي مشافتش العرض وبتهاجم، في حين أن فنانين كتير في الوسط المسرحي اتفرجوا على العرض وقالوا إنه مفهوش أي مشكلات".
انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للمسرح
واختتم حديثه قائلا: "الناس اللي بتشهر عايزين نعرف آخر مرة عملوا حاجة للقضية الفلسطينية كان إمتى.. إحنا بنحاول.. ومحاولتنا اتفهمت صح أو غلط مش عيب.. العيب إننا نجرح في بعض".