محمد فودة يكتب: في سجود السيدة مريم عليها السلام

استوقفني قول الحق سبحانة وتعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران الآية ٤٣ بينما كنت أقرأ جميع الآيات التي ذكرت فيها السيدة مريم عليها السلام في القرآن الكريم..

وتوقفت أكثر في تلك الآية عند قول الحق (واسجدي واركعي) لماذا قدم الحق سبحانه وتعالى السجود على الركوع مع أن الترتيب يقتضي الركوع أولا ثم السجود؟ وهل هناك خصوصية للسيدة مريم (عليها السلام) في ذلك؟

معظم التفسيرات كانت تقول: السبب في ذلك التقديم هو أنه كان متعلق بشريعتهم التعبديه أو أن الواو لا تفيد الترتيب وبهذا قال الإمام القرطبي والإمام البغوي..

لكن الدكتور فاضل السامرائي، كان له تفسير مغاير تماما للتفسيرات السابقة.. فيقول: وفي تأخير الركوع هنا دلالة مع أنه يأتي قبل السجود في الصلاة وهذا لأنه تعالى جاء بالكثرة قبل القِلّة لأن في كل ركعة سجدتين وركوع واحد لذ قدّم السجود على الركوع في الآية.

ويضيف: أما اللمسة البيانية في الآية (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) هذه كلها لم تتكرر لأنه لم يخاطب بها أنثى لكن هذه الآية متدرجة من الكثرة إلى القلة، اقنتي عموم العبادة في الأصل، قنت أي عبد وخضع (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا (9) الزمر)، واسجدي أقل من القنوت واركعي أقل لأن السجود أكثر من الركوع ولكل ركعة سجدتان وهناك سجود ليس في الصلاة كسجود السهو والتلاوة والشكر فالسجود أكثر من الركوع.

أما عن خصوصية قوله (اسجدي) فيشير إلى أنها لم تتكرر لأنه لو خاطب أيّ أنثى أخرى وأمرها بالسجود لقال اسجدي وهناك كلمات عديدة لم تتكرر في القرآن مثل الصمد والنفاثات والفلق وغاسق ووقب وضيزى ولو اقتضى الأمر لكررها.

محمد فودة يكتب: نور الله ونار موسى