رئيس التحرير
عصام كامل

جامعة عين شمس وإسرائيل والمسرحية اللغز!


منذ أيام تخوض الزميلة الكاتبة والناقدة "أمنية طلعت" معركة عنيفة ضد عمل مسرحي يقدمه طلبة جامعة عين شمس.. تقول إنه يقدم الرؤية الصهيونية في أكثر من قضية وتقول أيضا إنه يهاجم الإسلام! الإسلام نفسه وليس تفسيرات له وليس كلام بعض الفقهاء وليس شطحات من هنا أو هناك!


الزميلة العزيزة قالت إن العمل يعرض على أحد مسارح مصر خارج الجامعة ولم يعد مقصورا على طلبتها.. وقالت أيضا إن رابط المقال الذي نشرته على صفحتها قد تم رفعه وإزالته بفعل بلاغات كثيفة لموقع فيس بوك!

السؤال الآن: من الذي يمكنه أن يتجرأ ويقدم عمل بهذا الشكل؟ وأن كان كلام "أمنية طلعت" -مع حفظ الألقاب- غير صحيح فلماذا لم تقدم جامعة عين شمس بيانا صحفيا أو تصريحا أو توضيحا يشرح الأمر من وجهة نظر الجامعة وأن كان كلام "أمنية طلعت" غير صحيح فلماذا تصمت الجامعة على التجريح والإهانة من نسب عمل كهذا لها وبالتالي لقياداتها؟

كيف يقبل قادة جامعة خرج أبنائها أوائل السبعينيات بصيحتهم الشهيرة "هنحارب" باتهامهم بفعل بعيد عن الوطنية المصرية ويتعارض مع قيم المصريين ولا تقبله مصر الشعبية ولا مصر الرسمية؟ وإن لم يرغبوا في تصعيد الأمر للقضاء فلماذا لم يحيلوه لنقابة الصحفيين والتي لها وحدها حق تأديب أعضائها؟!!

على الجانب الآخر.. أين جمعيات مقاومة التطبيع ولم يصدر عنها بيان واحد؟! وأين الأساتذة الوطنيين بجامعة عين شمس على الأقل من تقصي الأمر ونفيه عن جامعتهم أو إثباته والتدخل لدى إدارة الجامعة لوقفه؟ وأين الكتاب والصحفيون واتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين؟ وأين الأحزاب والمثقفون والفنانون ولم يكتب أحدهم حرفا واحدا حتى على أي حساب على فيس بوك أو تويتر يتضامن مع أمنية؟!

المدهش: كيف يمكن رفع المقال من فيس بوك بفعل بلاغات كثيفة والأمر يحتاج تنظيما لعمل مجموعة ليست قليلة؟ هل فعل ذلك ابطال العرض المسرحي؟ أن كانوا هم.. فنانون هم إذن أم نشطاء سياسة؟ وإن كان غيرهم من فعل فمن هم؟ ولمصلحة من فعلوا ذلك؟ ولماذا البلاغات أن كان لا شيء يخالف الضمير الوطني؟!

والسؤال الأخير الأكثر دهشة: كيف لم ينتفض نشطاء فيس بوك بكل تنويعاتهم في قضايا تقريبا محل إجماع للتضامن -ومع حفظ الألقاب- مع أمنية؟ على الأقل حتى إشعار آخر؟!
الجريدة الرسمية