«النقل» تواجه مشكلاتها بـ«القرارات القديمة»..«الجيوشي» أول وزير يقرر حرمان المناطق التي يتم الاعتداء على القطارات بها من «محطات التوقف».. والوزير الحالي يفشل في
«عدم توقف القطارات في المناطق التي يثبت قذف القطارات فيها بالحجارة»، قرار صادر مؤخرًا عن وزارة النقل والمواصلات، ورغم حالة الجدل التي أثيرت حول القرار، إلا أن البحث عن خلفياته يكشف أنه لا يقدم جديدا يذكر، ليس هذا فحسب، لكنه كان واحدًا من القرارات التي حاول وزراء سابقون إصدارها وحالت الظروف دون ذلك.
الدكتور سعد الجيوشي، وزير النقل الأسبق، طوال فترة توليه الوزارة أصدر العديد من القرارات التي كان يرى أنها في صالح الوزارة، وهيئة السكك الحديدية، ليس هذا فحسب، لكنه وضع أيضا مجموعة من الخطط والإستراتيجيات لحل أزمات الوزارة المزمنة، وكان من ضمنها خطة «الحجارة والقطارات»، التي أخرجها الوزير الحالى، كامل الوزيري، استعدادا لتطبيقها.
قرارات الجيوشي
ليس فقط قرار عدم توقف القطارات، ولكن هناك قائمة من قرارات «الجيوشى» والتي أعادها الوزير الحالى لدائرة الضوء أبرزها، عدم استقلال موظفى السكك الحديدية القطارات مجانا، والقرار الخاص بالتوسع في مشروعات القطارات المكهربة، والقرار الخاص بإعادة هيكلة الشركات الخاسرة ودعمها لتتمكن من تحقيق أرباح، بالإضافة للعديد من مشروعات التطوير بالموانئ البحرية.
ويعد القرار الأخير لوزير النقل الحالي استنساخا طبق الأصل لقرار «الجيوشى» والذي أصدره على خلفية تعرض أحد القطارات للقذف بالحجارة، مما أدى لإصابة أحد الركاب وإصابة كمسارى بالقطار، وعلى الفور تدخل الوزير وقرر عدم توقف القطارات بعدد من المواقع التي تشهد ظاهر «رجم القطارات» بالحجارة.
لم يتوقف رد فعل «الجيوشى» عند هذا الحد، لكنه توسع بالتنسيق مع الشرطة التي ألقت القبض على مجموعة من الأطفال والشباب الذين يلقون القطارات بالحجارة وتم تحرير محاضر رسمية لهم وتم تغريم المتهمين بمبالغ كبيرة هي تكلفة صيانة بعض الألواح الزجاج التي تحطمت بأحد القطارات، وكانت تكلفة الإصلاح تتخطى مبلغ100 ألف جنيه، وتم إصلاح القطار وبعدها ظلت القطارات محمية من حرب الحجارة طوال فترة تولي «الجيوشى» لوزارة النقل.
التذاكر المجانية
مؤخرا اتخذ وزير النقل قرارا آخر كان يخص التذاكر المصلحية والتذاكر المجانية وقرر أن يتم منع موظفى السكك الحديدية من استقلال القطارات مجانا، وكان «الجيوشى» أول وزير يقرر إلغاء تصاريح السفر المجانية، وبدأ بإلغاء التصاريح الخاصة بالكبار وهم رجال الجهات العليا وكبار الشخصيات، ثم انتقل لإلغاء التصاريح كافة، على الكبار والصغار، بعدما اكتشف أنها تهدر على السكك الحديدية سنويا ما يزيد على 100 مليون جنيه، حيث كانت تصدر السكك الحديدية نحو 40 ألف كارنيه لموظفى الهيئة الذين مر على تعينيهم أكثر من 20 عاما بخلاف الكارنيهات التي كانت تحرر لجهات خارج السكك الحديدية.
الغريب هنا أنه بعد رحيل «الجيوشى» عادت التصاريح مرة أخرى، حتى قرر وزير النقل الحالي إعادة تفعيل قرار «الإلغاء» غير أنه لم يتمكن من الاستمرار في تنفيذ القرار وتراجع وزير النقل الحالي أمام غضب عمال السكك الحديدية وتجاهل تنفيذ القرار.
وفي نفس السياق أخرج الوزير الحالى، خطة «الجيوشى» المتعلقة بـ«الشركات الخاسرة»، بعدما توصل إلى النتيجة التي سبق وأن توصل إليها الوزير الأسبق، بعدم «منطقية الخسائر»، ليقرر الوزير الحالي فتح ملف الشركات الخاسرة والعمل على إعادتها إلى الطريق الصحيح وإنهاء زمن «الخسائر».
وفي هذا السياق قال الدكتور حسن مهدى، أستاذ النقل، كلية الهندسة، جامعة عين شمس: مراجعة القرارات واستدعاء قرارات سابقة أمر طبيعى في جميع الوزارات، ويتم إعادة استنساخ القرارات القديمة بالشكل الذي يخدم سياسة الوزارة.
«د. حسن» أوضح أن «مشكلات الوزارات متكررة، وبالتالى بعض القرارات السابقة لا بد من إعادة دراستها بالشكل الذي يخدم مصالح الوزارة ويساهم في تحقيق النجاح في قطاعاتها المختلفة، ومن القررات القديمة والتي يجب إعادتها هو قرار استخدام الأسمنت في رصف الطرق، مع الأخذ في الاعتبار أن عمر الأسمنت أكبر من عمر الأسفلت، هذا إضافة إلى أن أسعار الأسمنت أقل من أسعار الأسفلت وبالتالى لابد من إعادة استخدام الأسمنت في رصف الطرق، كما يجب دراسة جميع القرارات السابقة والتعرفعلى جدواها خلال الوقت الحالي والظروف الاقتصادية الحالية.
"نقلا عن العدد الورقي..."