لماذا تتصارع التيارات الدينية داخل السلطة وخارجها؟
يتراجع الإخوان، يسقطون من على أعلى سلم السلطة في مصر، فتصبح جميع التيارات الدينية، معها أو عليها، لم يحدث ذلك في مصر وحدها، ولكن بجميع البلدان الإسلامية، وعلى رأسها تركيا، وصل أردوغان وعبد الله جولن إلى الحكم، ولكن الأول أقصى الآخر، وأعلنه إرهابيًا وجماعته حركة إرهابية، تطاردها السلطة بقوة مفرطة غير مسبوقة.
باحث: تخلي قيادات الإخوان عن شبابها رسالة ذهبية للراغبين في مغادرة الجماعة
نفس المجموعتين لديهما نفس الجينات السامة، والتركيبة الخطيرة، فهم دائما يسعون للسلطة لتأسيس دولة استبدادية، بأفكار متطرفة عن الإسلام، وكل أصدقائهم وأبناء فكرتهم دائما مثلهم، هم ساعون إلى السلطة، وغير موثوق بهم، لذا هم موهومون بحب السيطرة، وخاصة إذا ما وصلوا بالفعل إلى الحكم، فلا بقاء لهم إلا بالسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة، وإبعاد أي طرف يفكر فيها بشكل أو بآخر، وخاصة الذين يتاجرون بنفس الملعب "الدين"
على هذه الأرضية عمل الإسلاميون طوال تاريخهم على افتعال العداء مع كل القوى السياسية المنافسة لهم، واضطهدوا الجماعات الإسلامية الأخرى، في مصر بمجرد وصول الإخوان إلى الحكم، دخلوا في صراع طويل مع حزب النور الذي استعانوا به للسيطرة على البرلمان والوصول إلى سدة الحكم، ليكشف النور على الفور خطتهم لأخونة الدولة في اجتماع رسمي، مذاع على الهواء مباشرة من داخل رئاسة الجمهورية، إبان حكم محمد مرسي.
سياسة العداء الواضحة في أفكار الإسلاميين، جعلت النخب السياسية في تركيا ومصر تنقلب سريعا على هذه الجماعات، وتصنفها في مربع أعداء الدولة، بينما بقيت العلاقات بين التيارات الدينية وبعضها، خير شاهد على استحالة بناء دولة دينية؛ فأنصارها أنفسهم لا يوجد بينهم مشترك واحد، حتى في نظرتهم المتطرفة للدين.