ماكرون يحذر جونسون: لا يمكن لأمريكا تعويض الاتحاد الأوروبي
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الغداء في قصر الإليزيه اليوم الخميس، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في المحطة الثانية، بعد برلين، من أول جولة يقوم بها جونسون إلى الخارج منذ توليه السلطة في نهاية يوليو.
ومن المتوقع أن يؤكد ماكرون مرة جديدة موقف بلاده الحازم حيال طلبات معاودة التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وقد لا يبدي الرئيس الفرنسي حياله الليونة ذاتها التي أبدتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء في برلين.
ورأت ميركل أن من الممكن التوصل "خلال ثلاثين يوما" إلى اتفاق مع لندن لتفادي انفصال لا يتم التفاوض بشأنه بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر.
وفي المقابل، أكد ماكرون أمس الأربعاء أن "معاودة التفاوض بالشروط التي اقترحها البريطانيون ليست خيارا مطروحا، وقال إنه في حال حصول بريكست "حاد"، بدون اتفاق، فسوف "تكون هذه مسئولية الحكومة البريطانية" التي "لا تزال لديها حتى اللحظة الأخيرة إمكانية سحب المادة 50"، التي بدأت بموجبها آلية الانسحاب.
كما أكد قصر الإليزيه أنه حتى بدون التوصل إلى اتفاق، فإن فاتورة 39 مليار جنيه إسترليني (43 مليار يورو) المستحقة على لندن للاتحاد الأوروبي في إطار بريكست ستبقى قائمة.
وقال ماكرون أمس الأربعاء إنه من المهم بالنسبة للأوروبيين الحفاظ على السوق الأوروبية الموحدة واستقرار إيرلندا، وحذر الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء البريطاني من أن يتصور أن عقد اتفاق تجاري مع أمريكا يمكن أن يحمي بريطانيا من تراجع اقتصادي وقال: "هل يمكن أن تعوض الولايات المتحدة تكلفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ لا".
أكبر العقبات في طريق بريكست
وتصطدم المحادثات حول طلاق موضع تفاوض حاليا بآلية "شبكة الأمان" (باكستوب) المدرجة في الاتفاق، الذي توصلت إليه لندن مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2018 غير أن البرلمان البريطاني رفضه أكثر من مرة لاحقا.
وهذا البند المثير للجدل هو بمثابة ضمانة للاتحاد الأوروبي ويهدف إلى منع عودة حدود مادية بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وهو ينص على بقاء المملكة المتحدة ككلّ ضمن الوحدة الجمركية مع دول الاتحاد الأوروبي إلى أن يتوصل الشريكان إلى حل يحدد علاقتهما المستقبلية بعد بريكست، وذلك ضمن مهلة شهرين تقريبا. وأبلغ جونسون بوضوح خطيا في مطلع الأسبوع أنه يعارض هذه الآلية، ودعا دول الاتحاد إلى معاودة التفاوض بشأنها.
وكرّر جونسون في برلين أنه يرفض الكلام عن "شبكة أمان" مؤكدا أن المملكة المتحدة "لا يمكنها أن تقبل" بهذه الآلية التي ستبقيها "أسيرة" الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي.
ولم يلق جونسون حتى الآن سوى الرفض من القادة الأوروبيين الرئيسيين ولا سيما رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الثلاثاء.
ويشار إلى أنه من المقرر أن يلتقى ماكرون برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في وقت لاحق من اليوم.
ويختتم رئيس الوزراء رحلته في بياريتز بفرنسا حيث سيشارك للمرة الأولى في قمة لمجموعة السبع ويعقد على هامشها لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيد لبريكست حاد.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل