إيران واللعب مع الكبار
كيف نقنع المواطن العربى أن لإيران أطماعا توسعية، وذات المواطن يرى عواصم منا تدعو إسرائيل إلى تحالف لحماية أمن المياه في الخليج؟ كيف نقنع المواطن العربى أن إيران "كخة" وأن إسرائيل صديق أقرب، وإيران في ذات الوقت تعلن موقفا حاسما من الأطماع الصهونية في المنطقة ؟.. كيف نقنع المواطن العربى أن خطر إيران أكبر من خطر إسرائيل وإسرائيل تعلن على الملأ أنها لن تعيد الأرض ولا اللاجئين ولا القدس؟
شيزوفرينيا المواقف العربية، وصمود الخطاب الإيرانى هما الضدان اللذان يخلقان حالة من الشك لدى المواطن العربى، الذي يرى بأم عينيه الضربات القاسية والحرب الضروس ضد العزل الفلسطينيين، الصور المتتالية لحوار الكبار بين إيران وأمريكا، وعواصم الغرب وحالة الوهن، والسباق المحموم بين عواصم عربية لإنشاء قواعد عسكرية أمريكية على أراضينا هي ذخيرة الإيرانيين في معركتهم الإعلامية والسياسية.
لن يقتنع مواطن عربى واحد أن نتنياهو المجرم العتيد قاتل الأطفال والنساء محتل الأرض، وغاصب القدس، سيصبح فجأة صديقا مدافعا عن الأرض العربية، ولن يقتنع مواطن عربى واحد أن إسرائيل ستصبح "عسكري" لحماية العرب من خطر إيران الداهم.. الوهن العربى، وغياب الرؤية، وعدم تقدير قوة إيران والتجاهل الشديد لما يجرى على أرض الواقع كلها أدوات قوة لطهران، وهدر لما يمكن أن يكون عليه العرب في مواجهة أية أطماع صهيونية كانت أو فارسية.
الغرب يدير حوارا مهما مع إيران، وأمريكا نفسها تدير حوارا مع إيران، أما العرب فإنهم يرفضون رغم حاجتهم لحوار يبنى على الندية والاحترام المتبادل، وإنشاء إقليم قوى في مواجهة الأطماع الغربية والصهيونية، انطلاقا من أن العدو الحقيقي في المنطقة هو ذلك النبت الشيطانى، الذي زرعه الغرب بأرضنا، فلسان حال المواطن العربى الذي دفع الثمن دما ومالا وأرضا، سيردد أية أنشودة لا تنطق بالعبرية مهما قيل لنا ومهما حاول البعض أن يوهمنا.