معارك إدلب.. رصاص سوري يمنع قافلة الأتراك من عبور الحدود
شهدت معارك إدلب تقدما ملحوظا من خلال تحقق الجيش السوري، مزيدًا من التقدم شمال خان شيخون، وسيطرت على جزء من طريق دولي سريع، ما من شأنه أن يمنع رتل التعزيزات التركي الذي دخل المنطقة من بلوغ وجهته. من جانبها طالبت فرنسا بالتقيد بوقف إطلاق النار في إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الإثنين: إن قوات الجيش السوري تقدمت شمال مدينة خان شيخون، لتقطع بذلك الطريق الدولي الذي يربط ريف إدلب الجنوبي بريف حماة الشمالي، حيث توجد أكبر نقاط المراقبة التركية في بلدة مورك. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، إن "طريق الرتل التركي إلى مورك باتت مقطوعة".
ورصدت وكالة "فرانس برس" الرتل المؤلف من قرابة خمسين آلية من مصفحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، متوقفًا على الطريق الدولي بقرية معر حطاط شمال خان شيخون. وأفاد عن قصف عنيف بالطائرات الحربية والراجمات ورشاشات المروحيات يستهدف مناطق قريبة.
من جانبها وزارة الدفاع التركية تعرض رتلها لغارة جوية أثناء توجهه إلى ريف إدلب الجنوبي، في طريقه إلى مورك. وأوردت أنه "رغم التحذيرات المتكررة التي وجهناها إلى سلطات روسيا الاتحادية، تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام في منطقة إدلب في انتهاك للمذكرات والاتفاقات القائمة مع روسيا".
وقالت الوزارة: "أدى هجوم جوي استهدف قافلة عسكرية تركية متجهة إلى المركز التاسع في إدلب إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 آخرين".
وبحسب المرصد السوري، استهدفت طائرة روسية صباحًا شاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة كانت تستطلع الطريق أمام الرتل التركي عند الأطراف الشمالية لمعرة النعمان، ما تسبّب بمقتل ثلاثة مقاتلين معارضين مدعومين من أنقرة، وفق المرصد. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل مقاتل واحد.
ولدى وصول الرتل إلى وسط معرة النعمان، الواقعة شمال خان شيخون، نفذت طائرات سورية وأخرى روسية ضربات على أطراف المدينة، في محاولة لمنع الرتل من التقدم.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في فرنسا أنه "من الملح التقيد بوقف إطلاق النار في إدلب". وأعرب عن "قلقه البالغ حيال الوضع في إدلب. فسكان إدلب يعيشون تحت القصف، والأطفال يقتلون. من الملح للغاية التقيد بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي".
ولم يتأخر رد الرئيس الروسي الذي قال أمام ماكرون "نحن ندعم جهود الجيش السوري.. لوضع حد لهذه التهديدات الإرهابية"، مضيفا "لم نقل أبدا أن الإرهابيين في إدلب سيشعرون بالراحة".
ورغم كونها مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل لقصف شبه يومي من القوات السورية وحليفتها روسيا. وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيًا في ريف إدلب الجنوبي.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقا فرع تنظيم القاعدة، على الجزء الأكبر من إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة. كما تنتشر فيها فصائل مسلحة وجماعات معارضة أقل نفوذا.
محافظة إدلب، هي إحدى محافظات سوريا، وتقع شمال القطر العربي السوري بين خطي طول 36.10 غربًا و37.15 شرقًا، وخطي عرض 35.10 جنوبًا و36.15 شمالًا حيث تقع على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأوروبا، وتعتبر من المحافظات الحديثة المحدثة في أيام الجمهورية العربية المتحدة. تتوضع على مساحة قدرها 6100 كم2. يحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغربًا محافظة اللاذقية بطول 29 كم. وهي بذلك تحتل المرتبة الثامنة على مستوى سورية من حيث المساحة، وكذلك تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ عددهم نحو 1،500،000 وفقًا لإحصائيات الأحوال المدنية.
ماكرون لبوتين: قلقون بشدة من عمليات قصف إدلب
وتحتل موقعا متميزًا وهامًا على طريق الحرير قديمًا وتعد معبرًا للجيوش الغازية وطريقًا مهمًا للقوافل التجارية القادمة من الأناضول وأوروبا إلى الشرق أو بالعكس عبر معبر باب الهوى الحدودي، ومع ذلك تعد محافظة إدلب من أغنى محافظات القطر العربي السوري، وتعد صلة الوصل ما بين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية؛ حيث تكوّن جسرًا بين مناطق الإنتاج الزراعي في الجزيرة السورية والمناطق الشرقية ومناطق التصدير في ميناء اللاذقية.