رئيس التحرير
عصام كامل

«هي أشياء لا تُشترى».. مدرب نيجيريا يكشف سر دعم الفراعنة في نهائي «مونديال اليد»

فيتو

بينما كان ملايين المصريين يتابعون المباراة النهائية لمنتخب مصر لكرة اليد في كأس العالم للناشئين، وتتعلق عيونهم بأيدي نجوم الفريق أملا في حسم اللقاء التاريخي أمام منتخب ألمانيا، كان مشهد لاعبي ومدربي منتخب نيجيريا وهم يشجعون مصر من المدرجات لافتا للنظر، ومثيرا للإعجاب فى الوقت نفسه.


منتخب النسور الذي ودع البطولة من دورها الأول، بعد احتلاله المركز الأخير بالمجموعة الثالثة، كان حريصا على دعم شباب الفراعنة، وبث روح الأمل في قلوب لاعبي المنتخب في مباراتي قبل النهائي أمام البرتغال والنهائي أمام الماكينات الألمانية، في مشهد يعكس روح الترابط التي تجمع بين شعوب القارة الأفريقية.

«فيتو» حاورت إميكا جوزيف، مدرب المنتخب النيجيري، صاحب ال 40 عاما، عن كواليس ما جرى في المباراتين، ولماذا قرر مع فريقه دعم الفراعنة، وكيف رأى ردود فعل المصريين على ما جرى بعد المباراة.

قرار أبناء نيجيريا مساندة منتخب مصر من المدرجات كان خلفه العديد من الحكايات والدوافع، أولها دعم أفريقيا عالميا ومحبة في الشعب المصري، يقول إميكا: "نحن البلدان التي تمثل القارة الأفريقية بأكملها، فنحن إخوة ونحتاج إلى دعم بعضنا لبعض لجعل أفريقيا فخورة بأبنائها في المحافل الدولية".

خرج منتخب نيجيريا من البطولة مبكرا ووجد مصر تتقدم بخطوات ثابتة نحو القمة، لم يكن هناك جمهور مصري لتشجيع المنتخب لذا لعب منتخب نيجيريا هذا الدور: "اكتشفنا أنه ليس لدى المصريين أشخاص آخرون يدعمونهم، وإذا لم ندعمهم، فقد ينتهي بهم الأمر إلى خسارة النهائيات، لم نفكر كثيرا في الأمر وكنا في مقدمة صفوف المشجعين للفراعنة".

رفضت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم توفير أتوبيس لنقل منتخب نيجيريا في مباراة نصف النهائي والنهائي وكان الفندق الذي يقيم فيه منتخب نيجيريا يبعد نحو 7 كيلومترات إلا أن ذلك لم يمنع لاعبي النسور من المضي قدما في تشجيع االمنتخب المصري: "شعر بعض اللاعبين بشيء من الضيق لعدم توفير وسيلة نقل إلى الصالة لمشاهدة المباراة لكنني كنت مُصرا على الذهاب إلى هنااك وأخبرتهم أن علينا أن نذهب من فندقنا الذي يبعد ساعة واحدة سيرًا على الأقدام للصالة فقط لدعم إخواننا الأفارقة في البطولة".

وقف سيطرة واستحواذ الأوروبيين على البطولة العالمية كان هدفا آخر لتشجيع مصر في النهائي: "أخبرت اللاعبين بأنه إذا لم نحافظ على هدوئنا ولم ندعم مصر فقد يخسرون البطولة ولا يتبقى لهم سوى خطوات قليلة للفوز بالكأس، وستعود الكأس مرة أخرى إلى أوروبا، لا يمكن للأوروبيين الاستمرار في الفوز بهذه الكأس دائمًا، لذا رأى العالم أجمع كيف شجع منتخب نيجيريا المصريين من كل قلوبهم".

فوز منتخب مصر لكرة اليد ببطولة العالم لم يكن أمرا متوقعا بالمرة بل كان مفاجأة للجميع: "لا أحد توقع أن تصل مصر إلى القمة بهذه السرعة، ولا حتى أنا، لا أعتقد أن أحدا في مصر سيصدق أنه يمكنها الفوز بهذه الكأس، حتى المدربون المصريون لم يصدقوا ما رأوه، المنتخب المصري أخذ العالم على حين غرة، نحن سعداء للغاية لرؤية المصريين يفوزون بهذه البطولة العالمية، لقد جعلونا نحن وأفريقيا عمومًا فخورين".

لم يزر إميكا مصر من قبل، لكنه يحمل في قلبه محبة خالصة للمصريين يقول: "مصر أمة لها تاريخ عظيم، نعرف في نيجيريا الكثير عنها، وعن قادتها التاريخيين الذين تركوا إرثا عظيما، أما على المستوى الرياضي كانت مصر تبلي بلاءً حسنًا في جميع الألعاب الرياضية حتى أنها تهيمن على أفريقيا في جميع الأحداث الرياضية تقريبًا، مصر بلد عظيم في جميع مجالات الحياة. لدى الكثير من الحب في داخلي لمصر والشعب المصري".

يأمل "إميكا" في الحضور إلى مصر في أحد الأيام لرؤية تاريخها بجانب تطلعه للتعلم خاصة في جوانب تدريب كرة اليد.

بدأ "اميكا" مسيرته الرياضية في كرة اليد في الثمانينيات وتوقف عن اللعب في عام 2008، ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرته بالتدريب في عام 2009، يتحدث إميكا عن نفسه بشيء من الفخر والاعتزاز قائلا: "أنا الآن المدرب الحالي لفريق كرة اليد للجيش النيجيري (COAS Shooters)، وأيضًا المدرب الرئيسي للمنتخب الوطني تحت 19 عامًا".
الجريدة الرسمية