"لوبيز" وأشياء أخرى
بينما كان حفل "جنيفر لوبيز" مشتعلا في الساحل كان رواد السوشيال ميديا يديرون حفلات أكثر اشتعالا، بدون أن يكون لدى أحد منهم أي معلومة أو حتى مجرد خبرة في التعامل مع النجوم العالميين، بدأ من أن "لوبيز" تجاهلت نشر أي دعاية على صفحتها أو العري الذي ظهرت به، دون أن تقدر حالة الحزن التي آلمت بالمصريين بعد كارثة شهداء معهد الأورام، وصولا للتحفيل على وزيرات الحكومة الثلاث اللائي حضرن الحفل بملابس بيضاء، ولم تكن وزيرة السياحة منهن..
ولم يعرف البعض حضور ثلاثة وزراء آخرين وأن مجرد حضورهم الحفل بمثابة رسالة بأن مصر عصية على الانكسار من الإرهاب، حتى هؤلاء الذين صدعونا بغياب التسويق الذكي لمصر وبعضهم أساتذة ارتدوا ملابس السلفيين، والبعض الآخر أعاد بعث ماركس من مقبرته، وراحوا يزعمون أن ما حدث يؤجج الشعور بالدونية للذين يعانون من الفقر، وهم أيضا لايدرون أن أكثر من ٥٥٪ من إيراد الحفل يذهب لضرائب الملاهي والبلديات والقيمة المُضافة، وراح الجميع يتنابزون بالألقاب وهم يأكلون لحومهم فيما بينهم وهم لايدرون أن هذا البلد لا يحتمل هذا الترف، لأنه كان على حافة الموت وأنقذه الله بمعجزة، ويمر الآن بفترة نقاهة، ولا يتحمل الدخول في معارك صغيرة، خاصة ممن ليس لديهم صبرا على مالا يحيطون به خبرا..
والغريب هي حالة الانقياد التي تجرجر بعض ممن يظن المرء بهم علما، ثم يفاجئ بخضوعهم للدهماء، صحيح أن الحس السياسي لتوقيت الحفل لم يكن مناسبا، ولكن ضرر إلغائه كان كبيرا، ويدعم هدف الإرهاب والإرهابيين، غير أن الهري المتوحش لم يكن بريئا وراحوا يركزون على رفض الست "لوبيز" نشر أحداث رحلتها، ويغمزون ببلاهة لـ"نجيب ساويرس" حتى فوجئوا بأنها رفضت التصوير مع "نجيب ساويرس" نفسه في البداية مما جعله ينصرف عنها غاضبا، وعدم نشرها لصور الحفل على موقعها وتجاهلت كل وقائع رحلتها، لأن كل شيء بثمنه فالغناء بسعر وتصوير الحفل بسعر والدعاية على السوشيال ميديا بسعر..
ولو عرض الحفل على قناة بسعر خاص، ونسي كل الذين انتفضوا على السوشيال أن الهدف كان الترويج لمشروع "ساويرس" بالعلمين الجديدة، كما يفعل بمهرجان الجونة السينمائي، وطبعا الهدف التسويق لتلك المشروعات بأسلوب ذكي، وكان من المفترض توجيه النقد لوزارة السياحة، لأن هيئة تنشيط السياحة كانت قادرة على إجراء اتفاق تكميلي معها للترويج للسياحة عبر أحاديثها وصفحاتها، خاصة وإنها نجمة من نجوم الصف الأول في العالم، وهي من أكثر الشخصيات الأمريكية اللاتينية ثراءً..
حيث باعت في حياتها ما يقارب 55 ألبومًا غنائيًا حول العالم، وحفل الساحل الشمالي كان ضمن البرنامج الذي بدأته منذ شهرين في كاليفورنيا "It،s My Party"، والذي مر بعدة محطات آخرها مصر، وحقق الحفل رقما قياسيا من حيث الحصيلة ولازالت التسويات تتم مع الشركة المنظمة للحفل، وتخطت نسبة الحضور الـ ٦٠ ألف متفرج وهو ما رفع قيمة الحصيلة..
تفاوتت أسعار تذاكر الحفل لتبدأ الفئة الأولى بسعر 2000 جنيه وقوفًا، أما فئة الـVIP حددت بسعر 4000 جنيه، وفئة التذكرة الذهبية بـ4500 جنيه، ويقال إن الحفل حقق دخلا تجاوز الـ٢٠٠ مليون جنيه، وقد فاجأت "لوبيز" جمهورها المصري باختيارها إحدى إطلالات الحفل من توقيع المصممة المصرية "نجوى زهران"، التي صممت لها ثوبًا باللون الأحمر، واللافت أن "جنيفر" ارتدت في الحفل أيضًا إطلالتين أخريين تحملان توقيع مصممين عربيين: "جمبسوت" باللون الأخضر من تصميم اللبناني "نيكولا جبران"، وجمبسوت أزرق مزينا بالشراريب من تصميم اللبناني "زهير مراد" وهو مصمم الأزياء المفضل لديها..
وكان الجمهور قد احتفل بعيد ميلادها على طريقتهم الخاصة، وظل الحضور يرددون "هابي بيرث داي جنيفر" احتفالًا بعيد ميلادها الـ50. فيما حرص منظمو الحفل على تجهيز مفاجأة لها بمناسبة عيد ميلادها، حيث تم تحضير مجسم كبير على شكل تورتة، مكتوب عليه ”عيد ميلاد سعيد جنيفر لوبيز“. وقبل صعود "جينيفر لوبيز" على مسرح الحفل، أحيا الدي جي العالمي ’“رودج“ فقرة موسيقية، أشعل بها حماس الجمهور، الذي ارتدى الملابس البيضاء، بناءً على طلبات منظم الحفل اللبناني "ربيع مقبل". وتلك كل المعلومات شبه الدقيقة عن "لوبيز" وما حدث بالساحل الشمالي.