رئيس التحرير
عصام كامل

عملية «تطهير التليفزيون».. إعادة خلايا الإخوان النائمة لـ«الأرشيف والمخازن».. والتحريات الأمنية تكشف مفاجآت.. التجديد السنوي موعد التنفيذ.. والإذاعة تحظى بنصيب الأسد

فيتو

رغم مرور سنوات عدة على إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، إلا أن مواجهة الدولة المصرية لـ«بقايا الجماعة» لا تزال قائمة، وتحديدًا فيما يتعلق بـ«الخلايا النائمة» أو الذين يمكن وصفهم بـ«المتعاطفين مع الإخوان».


وفي إطار سياسة المواجهة التي تنفذها الدولة المصرية، كشفت مصادر داخل الهيئة الوطنية للإعلام عن خطة لاستبعاد عدد كبير من المنتمين للإخوان من مناصبهم بالتليفزيون، خاصة من يشغلون درجات مديري العموم وبعض وكلاء الوزارة في القطاعات المختلفة، بعد أن تم حصر أسمائهم، والتأكد من وجود علاقة لهم أو أقاربهم بالدرجة الأولى بالجماعة، من قبل أجهزة أمنية رفيعة المستوي، قامت بالتحريات عن هذه الأسماء.

التجديد السنوي
المصادر أوضحت أن «الخطة ترتكز على استبعادهم في فترات التجديد السنوي، حيث لن يتم منحهم الفرصة للاستمرار في مناصبهم في موعد التجديد للوظيفة القيادية، وهو ما يقطع السبيل عليهم تماما في تحريك دعاوى قضائية أو ما شابه من إجراءات فض المنازعات وغيرها للعودة إلى وظائفهم».

تجدر الإشارة هنا إلى أن عملية «تطهير التليفزيون» من العناصر الإخوانية، لم تكن التحرك الوحيد الذي تعمل عليه الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع قيادات «الوطنية للإعلام»، حيث صدرت تعليمات صريحة بعدم تجديد الإجازات لمن تم رصد وجودهم في وسائل إعلام تركية أو قطرية، مع التأكيد على ضرورة إلزام الموظف بالحضور للقاهرة لاستكمال أي إجراءات بنفسه، وفحص الأمر معه على أرض الواقع، خاصة أن كثيرا من الهاربين في البلدان المعادية كانوا يقومون بحيل قانونية لتجديد إجازتهم في ماسبيرو، رغم أن بعضهم معروف بعدائه الشديد لثورة يونيو.

مذيع
وفي هذا السياق.. اكتشف مسئولو الإذاعة عمل مذيع على قوة محطة القاهرة الكبري في وزارة الداخلية القطرية، وطلبه تجديد إجازة سنوية، ما دعاهم لإطلاع الأجهزة المختصة على الأمر، لاسيما وأن المعلومات الواردة لقيادات الميكروفون الحكومي عن طبيعة عمل المذيع، أكدت أنه يتمتع بنفوذ كبير في الوزارة القطرية، وأنه صمم نظاما خاصا للعمل الإلكتروني فيها ما جعله قريبا للقيادات الأمنية في إمارة قطر.

ويبدو أن الإذاعة كانت صاحبة النصيب الأكبر من اهتمام الأجهزة المعنية أيضا بها ومراقبة تحركات عاملين تابعين لها، حيث أوضحت مصادر خاصة أنه يتم حاليا تكثيف العمليات حول شخصية مذيع تركي يعمل في شبكة «الموجهات» تقدم بطلب لرئيس الإذاعة محمد نوار للحصول على شهادة خبرة معتمدة من الهيئة الوطنية للإعلام بدعوى أنه يريد الحصول بها على معاش في بلده بعد عودته ما أثار الريبة والشك في نفس قيادات الميكروفون الحكومي، لا سيما أن الطلب هو الأول من نوعه الذي يتلقاه المسئولون من مذيع يتعاون مع الإذاعات الموجهة، والتي على مدار تاريخها جمعت متعاملين من الخارج ببلدان مختلفة ومتعددة، ما دعا قيادات الإذاعة لاطلاع الأجهزة المختصة على الموضوع لفحصه ومعرفة أسبابه، خوفا من استغلال تلك الشهادة في صناعة أزمة من جانب المذيع بعد عودته إلى تركيا.

يذكر هنا أن قطار «الخطوات الجدية» من قبل قيادات الوطنية للإعلام وبالتنسيق مع الأجهزة المعنية للخلاص من الخلايا الإخوانية داخل قطاعات المبني العتيق لم يتوقف عند حد أشخاص معروف عنهم انتماؤهم للجماعة الإرهابية، وتعاملهم مع وزيرها الإخواني صلاح عبد المقصود، أثناء تولية وزارة الإعلام، حيث كشفت مصادر داخل المبنى أن هناك تحريات تم إجراؤها حول «الخلايا النائمة» التي تتولى إدارة مواقع شديدة الحساسية في التليفزيون، وطالت التحريات – بحسب المصادر – أحد العاملين في مكتب حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ومن المنتظر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة اعتماد قرارات استبعاد العناصر تلك من مواقعها تماما وعودتها للأرشيف أو المخازن.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية