رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حدث بعد الأمم الأفريقية؟!


العالم يتقدم بالمتابعة والنقد العلمى، وإلا فكيف تتقدم الأمم؟ لو أنها أقامت شيئا وتركته بدون متابعة أو تقييم دائم فلن تتقدم خطوة واحدة، كل يوم يتم افتتاح مشروعات جديدة! ولكن لا أحد يسأل ماذا حدث بعد افتتاح المشروع؟ هل حقق الأهداف المرجوة أم حقق أكثر أم أن هناك عوائق تحتاج تعديلات أو تطوير؟!


نحن لا نفعل هذا وطالما لا نفعله فلن نتقدم بل سنعود للخلف، انتظرت بعد انتهاء بطولة الأمم الأفريقية تقارير رسمية فيها تقييم للبطولة، تعلن للجميع، ما للبطولة وماعليها، أهم الإيجابيات التي تحققت وأهم السلبيات التي وقعنا فيها، توقعت أن تقام ورش عمل للمهتمين والخبراء والصحفيين لتقييم ماحدث، حتى نؤكد على الإيجابيات ونحاول الإشارة إلى السلبيات لكى نصححها، فلا يوجد عمل مثالى 100% وطبيعى يكون هناك سلبيات..

وبالتالى انتظرت حتى أسمع أو اقرأ أي شىء عن البطولة، وللأسف انتهت الأمم الأفريقية، وكأن الحدث كان مجرد مباراة وانتهت، شاهدت السوبر الأوروبي بين ليفربول وتشيلسى، وياله من إبداع، لم تكن مجرد مباراة، ولكن احتفال يشاهده العالم، لم يكن مجرد تنظيم لمباراة، ولكنها كانت فرصة للبلد المضيف لتقديم تاريخ وملامح الشخصية الوطنية وفنونها الشعبية والاهتمام الرائع بأصحاب الاحتياجات الخاصة..

وشكل الإستاد الممتلئ برغم أن طرفى المباراة ليس من البلد المنظم للحدث، وروعة كل شىء وصولا إلى أداء وسلوك اللاعبين، أعود للسؤال: ماذا بقى من الأمم الأفريقية؟ ما تقييمنا للتنظيم الذي لفت أنظار كل المشاركين؟!

أولا: لابد أن نشهد للدولة المصرية على جودة التجهيزات الإنشائية والاستعدادات لتوفير سبل الراحة للوفود على أعلى مستوى..إلخ الجميع شهد على أنها كانت على أعلى مستوى، وتستحق الدولة امتيازا في هذا الأمر.

ثانيا: النهضة غير مسبوقة في الملاعب سواء أرضية الملاعب أو المدرجات أو حجرات الملابس اللاعبين تحتاج قرارا من الدولة جرىء، لابد من التعاقد مع شركة أجنبية لصيانة هذه الملاعب وإلا فإنها ستكون عرضة للانهيار بسبب التواكل المصرى والأندية وحتى إستاد القاهرة لا يتم رعايته جيدا، بمناسبة إستاد القاهرة فإن ما صرف عليه منذ 2006 وحتى قبل التطوير الرائع الأخير ربما مليارات في الهواء.. والذين سرقوه لم تتم محاسبتهم.

ثالثا: اتحاد الكرة فشل فشلا ذريعا في إعداد المنتخب، وبالتالى كان خروج مصر ضربة موجعة للبطولة، فمهما أشدنا بالمنتخبات الأخرى، إلا أن خروج مصر-الدولة المنظمة - أثر على البطولة سلبا من جميع الوجوه فنيا وجماهيريا وإعلاميا، ومن يدعى غير هذا قليل الوعى أو مغيب تماما عن الواقع الذي نعيشه، فماذا فعلنا في هذا الأمر؟ لا شىء.. لم يحاسب أحد حتى الآن!

رابعا: كنت أتمنى عمل ورشة فنية لتقييم البطولة ودراسة حالة المحترفين في أوروبا والآخرين، وما الدروس المفيدة للكرة الأفريقية عامة والمصرية خاصة!

خامسا: كنت أتمنى أن نعرف عدد الجماهير التي حضرت المباريات، وهل كان هناك أرقام متوقعة وكم حققنا من الأرقام المتوقعة؟ وأين تقارير المجموعات المختلفة وأيهم كانت أكثر جذبا للجماهير؟ هذا لنتعلم للمرات القادمة.

سادسا: ماذا قدمت وزارات الشباب والثقافة والآثار والسياحة؟ لا شىء.. فماذا لو تم دعوة 10 من شباب كل دولة، وإعداد برنامج يتضمن أنشطة فنية وثقافية ورياضية وزيارات لكافة مناطق مصر السياحية والتاريخية، كم كانت التكلفة وكم سيكون العائد لمصر؟

 مؤكد سيكون أضعاف التكلفة المادية خاصة أن عودة مصر إلى أفريقيا أصبح واقعا، كما أن رئاسة مصر للاتحاد الافريقى يحملنا مسئولية تجاه كل أفريقيا، وأيضا يعطينا الفرصة للتأكيد على الدور المصرى في أفريقيا!

أما وزارة الثقافة فلم تفعل شيئا، فلم يتم تنظيم أي ندوات يحضرها ضيوف القارة السمراء، أما الآثار والسياحة فلا حول لهم ولا قوة، توقعت أن تقيم السياحة رحلات بأسعار منخفضة لجماهير البطولة للتعرف على آثارنا، وهذا كان لابد من الاستعداد له قبل البطولة بثلاثة أشهر على الأقل، ولكن الصمت سيطر على الجميع.

وتحيا مصر بعرق فلاحيها.. وعرق عمالها في المصانع.. ودماء شهدائها الأبرار.. تحيا مصر.
الجريدة الرسمية