رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد حلمي.. «خيال مآتة» الكوميديا.. هل ينجو من مصير «اللمبي» و«هنيدي».. فشل فيلمه الأخير في شباك التذاكر يضعه في ورطة.. ونقاد يراهنون على ذكائه لتجاوز الأزمة

فليم خيال مآتة
فليم خيال مآتة

في أول أيام عيد الأضحى المبارك، كانت دور العرض السينمائية في موسمها الأكبر والأضخم، على موعد مع فيلم لنجم طال انتظاره لسنوات، بعودة كان الجميع يتهيأ لها باستقبال يليق بنجم بحجم الفنان الكوميدي أحمد حلمي، من خلال فيلمه "خيال مآتة" الذي نافس به بمشاركة الفنانة منة شلبي، أفلام "الفيل الأزرق 2" لكريم عبد العزيز ونيللي كريم وهند صبري، وولاد رزق 2 للفنانين أحمد عز وأحمد داوود وعمرو يوسف.


في اليومين الأول والثاني من أيام عيد الأضحى حقق الفيلم إيرادات عالية، متفوقا على الفيل الأزرق 2، حينما احتل المركز الثاني من حيث حجم الإيرادات، لتمر الأيام ويتراجع الفيلم ماديا، ليصل إلى المرتبة الأخيرة خلال يوم 15 أغسطس بتحقيقه 3 ملايين جنيه و173 ألفا فقط، فضلا عن تعرضه للقرصنة والسرقة وعرضه على بعض مواقع الإنترنت.

وعكة فنية
بعض النقاد الفنيين وجدوا أن هذه الوعكة الفنية التي وقع فيها نجم بحجم أحمد حلمي، لا يمكن أن تؤثر على مسيرته الفنية وتاريخه الطويل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلحق به ما لحق بمحمد سعد ومحمد هنيدي خلال السنوات العشر الماضية، لما يتمتع به حلمي وما يميزه عن أبناء جيله من الفنانين، وهي المرونة وتقبل الفشل ومواجهته بكل شجاعة.

الناقد طارق الشناوي، أكد أن حلمي يتميز عن غيره من أبناء جيله من فناني الكوميديا ونجوم الشباك السينمائي، بأنه ذكي ومرن بما فيه الكفاية، وبالتالي سيعبر مأزق خيال مآتة، والتراجع المادي الكبير الذي تعرض له، قائلا : "هو لن يعترف ببساطة وتحديدا خلال هذه الأيام بمشكلات الفيلم، ولا نطلب هذا من نجم فيلم أن يقدم اعتذارات، لكن أنا واثق أنه مع مرور الزمن سيقفز فوق هذا المأزق، وأنا أؤكد أنه لا يمكن أن يحدث له ما حدث مع محمد هنيدي ومحمد سعد، لأنه ذكي جدا ولا ينكر الواقع ويواجه الفشل بكل جرأة وشجاعة".

مرونة حلمي
واستند الشناوي لعدة أسباب تجعل حلمي في منأى عما تعرض له سعد وهنيدي، مشيرا إلى أن سر انهيارهما، أنهما لا يتمتعان بمرونة وذكاء حلمي، فالأخير قادر على أن يرى اللحظة التي يعيش فيها والزمن الذي يحياه، ووضعه بالضبط مع الآخرين، بمعنى أن هنيدي رحلة نجوميته الرقمية أو ما يتعلق بإيرادات أفلامه استمرت فقط خمس سنوات منذ 1997 في فيلم إسماعيلية رايح جاي حتى فيلم صاحب صاحبه 2002، كان هذا العام بداية ظهور شخصية اللمبي، بدأت معها الهزيمة الرقمية لهنيدي، انهار أيضا محمد سعد عام 2007 بعد خمس سنوات أيضا، ليصعد أحمد حلمي بكده رضا ويستمر في الصعود حتى هذه اللحظة، واصفا إياه بالنجم الجاذب للجمهور ونجم يحقق أرقاما عالية.

وتابع: "لا ننكر أن هناك بعض الإخفاقات مثل فيلم صنع في مصر منذ نحو أربع سنوات ولم يحقق النجاح المادي، أيضا لف ودوران لم يحقق النجاح الفني، حينما فشل فشلا ذريعا على المستوى الفني، أحمد حلمي قادر على استيعاب الهزيمة وعلى مواجهتها واستيعاب الأزمات بأنه لا يتنكر للواقع بأي حال من الأحوال.

أما محمد سعد فيتنكر للواقع بدليل أنه بعدما أدى دورا ممتازا في فيلم الكنز، خرج بعدها بفيلم محمد حسين الفاشل في محاولة بالعودة لللمبي، وكذلك محمد هنيدي حينما فشل فيلم عنترة ابن ابن شداد أشاع أنه سيعود بالجزء الثاني من صعيدي في الجامعة الأمريكية كرد فعل لفشله في فيلمه، وكل من يعمل في الفن والصحافة يعلم جيدا استحالة تقديم جزء ثانٍ لصعيدي في الجامعة الأمريكية".

فشل من الداخل
بدورها وافقت الناقدة ماجدة خير الله على هذا الرأي مؤكدة أن نجاح فيلم أو فشله ليس معناه نهاية الفنان نهاية تامة، إلا إذا هو انقطع ورأى أنه سيتوقف عن المزيد من الإبداع، أي إن الفشل سيأتي من داخله، فالمشكلة التي تواجه أي فنان إنه يصنع شيئا سيئا ويجد مجموعة من الذين حوله يهللون له ويضللونه، ويحاولون إظهاره ناجحا طوال الوقت، والعيب في الناس حوله وليس فيه، قائلة :" لو صدق أحمد حلمي هذا وسار خلفه سيصل إلى ماوصل إليه محمد هنيدي ومحمد سعد، أما إذا استوعب وتصالح مع فكرة أن الفيلم به بعض الأمور السيئة سيمر الأمر بسهولة ويتجاوزه ليس بعدم الاهتمام، ولكن لا يستمر في المحاربة والدفاع عن فيلمه وفكرته الذي أقر سلفا النقاد والجمهور به"،

وضربت خير الله مثالا بما كان يفعله الفنان عادل إمام الذي كان يهاجم هجوما ضاريا على بعض أفلامه، والناس تقول يكفيه هذا القدر، فكان لا يلتفت للكلام ويخرج بأعمال أخرى ناجحة، مختتمة حديثها قائلة :" أنا أرى أنه بأي حال من الأحوال لن يصل حلمى لما وصل إليه هنيدي وسعد، لأنه أكثر ذكاء منهما ويجلس مع نفسه ويقر بأنه ليس عملا جيدا ويبدأ التفكير فيما يليه".

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية