محمود الخشت قارئ الساحات الطاهرة.. يحكي بداية حفظه للقرآن وقصته مع الشعراوي
ارتبط اسمه منذ أن بدأ تلاوة القرآن الكريم بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، حتى صار يلقب بقارئ «الساحات الطاهرة»، حباه الله نعمة الصوت وحسن الأداء، ولديه قدرات عالية وإمكانيات كبرى في الحنجرة، والأحبال الصوتية التي تظهر في صوته الرخيم الحنون في آن واحد، حينما يستمع إليه الحاضرون يشعر كل منهم بقشعريرة تدب في جسده من حلاوة وتدبر آيات الذكر الحكيم الذي يرتقي بالأنفس إلى مكانة سامية ودرجة عالية.
هو القارئ الشيخ محمود الخشت، الذي ولد بقرية طموه بمحافظة الجيزة في ١٥ مارس عام ١٩٦٠، في بيت قرآني حيث كان جده الشيخ حسن الخشت، أحد محفظي القرآن الكريم، وكان كُتَّاب جده هو أول كتاب بالقرية، حيث استطاع الوالد محمد الخشت من خلال ذلك الكُتاب أن يلقن ابنه القرآن منذ نعومة أظافره حتى استطاع أن يحفظه في التاسعة عشر من عمره.
يروي الشيخ "الخشت" لـ "فيتو"، قصة البداية في قراءة السورة بمسجد السيدة نفيسة، قائلا: الشيخ أحمد الرزيقي، رحمه الله، هو الذي رشحني للقراءة منذ 2003 فوجدته يتصل بي، ويقول: "أنا عاوزك معايا احتياطي قارئ للسورة في المسجد؛ لأن مساجد آل البيت والمساجد الكبرى لابد من وجود أكثر من قارئ فيها.. واستمريت مع الشيخ نحو سبع سنوات، وانتقل الشيخ إلى رحمة الله، وأصبحت القارئ الأساسي في المسجد، وإلى الآن وزارة الأوقاف لم ترسل قارئا احتياطيًّا لمسجد السيدة نفيسة".
ويسترجع بدايات حفظه للقرآن، وهو يقول: بعد أن حفظتُ القرآن في كُتاب جدي، أخذني والدي إلى الشيخ سعد أبو طالب بالحوامدية لأتلقى على يديه أحكام التجويد والتلاوة وعلوم القراءات، فاستقبلنا الشيخ سعد أعظم استقبال ورحَّب بنا، وبدأت أجري اختبارات أمامه ليتعرف على إمكانياتي، ومدى موهبتي في الحفظ والتجويد، والحمد لله وجد لديَّ نبوغًا منذ الصغر فاحتضنني وأحسن رعايتي.
وعن الشخصيات التي تأثر بها أجاب: شيخي وأبي وجدي من أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في حياتي، فوالدي كان يأخذني إلى المساجد في صلاة الظهر والعصر للقراءة 5 دقائق بين الأذان والإقامة في القرية، وكان يفتح كُتابًا لتحفيظ القرآن.. وجدي الشيخ حسن الخشت كان قارئا، وأول ليلة قرأت فيها كان عندي 12 عاما، وكانت أول مرة أرتدي فيها الطربوش ولا أعرف ماذا أفعل.. وإلى أن وصلت للعزاء ثبتني الله، وقرأتُ مع الشيخ إبراهيم هيبة والشيخ حسين البراوي"، مضيفا: تعلمتُ منهم الصبر لأننا كنا فقراء جدا ووالدي كان فلاحا وغير موظف، والفقر يعلم الصبر، إلى أن فتح الله عليَّ بفضل القرآن الكريم، وكان والدي يقول لي دائما: "تمسك بالقرآن".. أما جدي فقد توفي بعد ولادتي بأسبوع.
وعن قصته مع الشيخ الشعراوي، أجاب: إمام الدعاة كان يحرص على عقد مجلس العلم في استراحته أمام مسجد السيدة نفيسة، وكنا نجلس أحيانا نصف ساعة أو ساعة إلا ربعًا لنتناقش في شئون العلم، ولذلك عملوا مسلسل "إمام الدعاة"، ورشحوني أنا والشيخ على الزاوي، وسجلنا فيه حلقتين التلاوة الأولى كانت من سورة الإسراء والأنعام، وكنا نتجنب النقاش الدائم بين الحضور لأننا غير أساسيين، وكان دورنا مقتصرا على تلاوة القرآن، وكان الشيخ الشعراوي يستمع لتلاوتي بإنصات وخشوع؛ مما جعلني أُكثر من التردد على مجلسه، وأصبحت صديقًا للحاج عبد الرحيم نجل الشيخ «الشعراوي»، وكنت أواظب على حضور المناسبات التي يحضرها كثير من العلماء باستراحة الإمام الشعراوي، كمناسبة الإسراء والمعراج والهجرة والمولد النبوي، وكان إمام الدعاة يدعو لي بالتوفيق لأداء أعظم رسالة، وهي تلاوة كلام رب العالمين.