رئيس التحرير
عصام كامل

أول تعامل بورق اليانصيب لبناء مستشفى المواساة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قد تستغرب اجتماع القومية والإنسانية في معهد واحد.. لكن إذا شئت أن ترى هاتين النزعتين ممثلتين في قالب واحد خالص من الفن والعلم والخدمة العامة فعليك زيارة مستشفى المواساة بالإسكندرية.


وكما نشرت مجلة المقتطف عام 1936 موضوعا عن المستشفى تقول فيه:

هو معهد صحى مصرى يفاخر به في أي بلد من بلاد الله، وهو منشأة قومية يصح أن تكون مدرسة ومثلا أعلى للمنشآت القومية النافعة في الشرق والقائمة على الرحمة، والإيثار والتعاون.

كانت جمعية المواساة الإسلامية منذ تكوينها تعنى بجمع المال من المحسنين لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين فرأت بعد ممارسة هذا الغرض الشريف أن تنشئ مستشفى يكون ملاذا للمرضى البائسين، وعملا قوميا ينهض أمام مستشفيات الجاليات الأوروبية ومثالا للمشروعات العظيمة التي تقوم عليها الجمعيات الخيرية الأهلية.

وقد أحسنت الجمعية في قرارها ألا يقتصر المستشفى على المصريين بل رحب بمعالجة من يدخلها من الأجانب على اختلاف أديانهم وجنسياتهم.

اشترى محمد فهمى عبد المجيد رئيس جمعية المواساة الأرض التي تقع على ربو يرتفع 18 مترا عن سطح البحر في منطقة من أجمل بقاع الإسكندرية وأصلحها صحيا لبناء مستشفى.

فهى بعيدة عن ضوضاء المدينة، بنيت على 3000 متر مربع ومساحة حرمه 30 ألف متر مربع عبارة عن حديقة وبناء ثمانية أدوار أحدها تحت الأرض.

عدد أسرة المستشفى 450 سريرا منها 45 من الدرجة الأولى و90 للثانية والثالثة 315 سريرا ومجانية بالنسبة للدرجة الثالثة وبه عيادة خارجية تتسع لنحو 4000 مريض.

في البداية طلبت الجمعية قرضا قدره 30 ألف جنيه مصرى من بنك مصر بضمان مقر الجمعية تسدد على أقساط لكنها تعثرت في السداد فاضطرت الجمعية لإصدار لوتاريات عبارة عن ورق يانصيب استعمل لأول مرة في مصر ونجح نجاحا كبيرا واستطاعت ببيعه جمع 60 ألف جنيه.

حاول أحد أعوان الملك الاستئثار بعملية بناء المستشفى بمشروع يتضمن تكلفة للسرير تبلغ 1500 جنيه بتكلفة إجمالية 750 ألف جنيه يقوم عليها إشراف إنجليزي إلا أن رئيس الجمعية أوفد الدكتور أحمد النقيب الجراح السكندرى إلى أوروبا وزيارة مستشفياتها لاختيار نموذج وعاد بمشروع الاستعانة بالمهندس الذي صمم مستشفى مارتن لوثر في ألمانيا.

وجاء المهندس أرنست كوب إلى مصر ونفذ المشروع بتكلفة 350 جنيها للسرير وأشرف على البناء حتى افتتحت المستشفى عام 1936.
الجريدة الرسمية