رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات المبكرة نهاية للأزمة أم بداية لها؟ (2)


عند تقييم الحالة المصرية، لمعرفة ما إذا كان هناك إمكانية لتطبيق خيار الانتخابات المبكرة بها أم لا، نجد أنفسنا أمام ثلاثة مشاهد رئيسية، تتعلق بكل من النظام، والمعارضة، والشارع.


ففيما يتعلق بالنظام الحالي، نجد أنه علي مدار ما يزيد على عشرة أشهر، قد أثبت بنفسه أنه لم يمتلك أي رؤية أو برنامج حقيقي لإدارة شئون البلاد، أو تقديم أي إنجازات، أو حتي الخروج من الأزمات، التي زادت حدتها منذ توليه الحكم، وخاصة فيما يتعلق بالملفين الإقتصادي والأمني، وبالتالي أصبح وفقا لذلك فاقدا لشرعية الإنجاز، التي حينما يفتقدها أي نظام يكون علي بعد خطوات قليلة جدا من افتقاد شرعيته بالكامل.

أما فيما يتعلق بالمعارضة، فنجد أنفسنا أمام معارضة ليس لديها أي وجود في الشارع، وتكتفي بالظهور في المؤتمرات وبرامج "التوك شو"، لتشجب وتدين سياسات النظام، دون تقديم أي بديل عملي، أو طرح سياسات بديلة، تكون بمثابة رؤية بديلة او حتي برنامج انتخابي لها في حالة وصولها للحكم.

وما بين قوى النظام وقوى المعارضة، نجد أنفسنا أمام شارع منقسم إلى فريقين، الأول يري نفسه أمام نظام أثبت أنه لا يمتلك أدنى مقومات الحكم أو الخبرة، ويقوم كل يوم بجر البلاد إلى الهاوية، في ظل عدم اعتراف منه بذلك، وإصرار منه على استكمال مسيرته التي بدأها، والثاني يري أن النظام يسير على وتيرة جيدة لتحقيق النهضة التي وعد بها، وبالتالي يسوق له كافة التبريرات لأخطائه.

وبين كل من هذين الفريقين حالة احتقان كبيرة، وصلت في بعض الحالات إلى حد الاقتتال الشعبي، في مواقف عدة بداية من جمعة كشف الحساب، مرورًا بأحداث الاتحادية، انتهاءً بأحداث المقطم.

وبالتالي، وفي ضوء تلك الظروف التي تتخلل مشهد دعوات الإنتخابات المبكرة، نجد أن هناك سيناريوهين متوقعين، الأول يتمثل في نزول قوي المعارضة إلي الشارع في مظاهرات تطالب بإجراء الانتخابات المبكرة، وتقابل برفض صارم من النظام، ودعوة أنصاره للنزول للدفاع عن شرعيته المزعومة، وذلك على غرار موقعة الاتحادية، مما يؤدي إلى دخول البلاد في حالة من الفوضى.

أما السيناريو الثاني، وعلي الرغم من أنه مستبعد، إلا أنه ليس مستحيلًا، فيتمثل في استجابة النظام لهذه الدعوات تحت الضغط الشعبي، ودعوته لإجراء انتخابات مبكرة، قد تسفر عن نتيجتين، الأولى تتمثل في فوز مرشح المعارضة، الذي سيكون في الغالب، ووفقًا لسياسته ورؤيته الحالية كمعارض، لا يمتلك بديل أو رؤية محددة، وأما الثانية فتتمثل في فوز مرشح الإخوان، واتباعه نفس البرنامج والسياسات التي يسير عليها النظام الحالي، وفي كلتا النتيجتين سيخرج المعارضون مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة جديدة.

وبالتالي، وفي ضوء كل ما سبق ذكره، نستطيع أن نتوصل إلي أن إجراء الانتخابات المبكرة، وعلي الرغم من مشروعيتها، في ظل عدم وجود وفاق وطني حولها، وفي ظل عدم اعتراف من النظام بفشله، ومن المعارضة بضرورة إصلاح مسارها، ستكون بمثابة بداية للأزمة، وليس نهاية لها.
nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية