رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل مقبرة المهاجرين وأداة للترحيل القسري.. تقرير

علم دولة الإحتلال
علم دولة الإحتلال

لم تكتف دولة الاحتلال بالمعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين، ولكن لأن المسالة طبع وسياسة ثابتة لدى الكيان الصهيوني، فينال المهاجرون إلى إسرائيل جانبًا كبيرًا من المعاملة الصهيونية البشعة تجاههم، والتي كان آخرها المعاملة غير الآدمية أمس تجاه سيدة فلبينية وابنها البالغ من العمر 13 عامًا.


وقررت دولة الاحتلال طرد وترحيل أم فلبينية وابنها الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، رغم أنه وُلِد ونشأ في إسرائيل، وأشار الإعلام الإسرائيلي، إلى أن قاضي المحكمة العليا أليكس شتاين، رفض طلب الأم وابنها، ووضعهما بالقوة على متن طائرة الترحيل.

وتم ترحيل الفلبينية روز ماري بيريز، مع ابنها، بزعم انتهاء مدة صلاحية تأشيرة العمل الخاصة بها، وترحيلهما مرة أخرى على متن طائرة تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية متجهة إلى بانكوك، وتوجها منها إلى مانيلا حسب سلطة الهجرة الإسرائيلية.

وزعمت السلطات الإسرائيلية أن المرأة الفلبينية تعيش منذ سنوات عديدة، منها 12 سنة، إقامة بشكل غير شرعي.

وتبقى نحو 600 عائلة فلبينية، بينهم عدد كبير من الأطفال، مهددة بالترحيل القسري، وفقًا لمنظمة "يونايتد تشيلدرن أوف إسرائيل" غير الحكومية.

حكاية ملكة جمال العراق مع الكيان الصهيوني

ومنذ يناير الماضي، أوقفت السلطات الإسرائيلية 36 عائلة بينها 24 عائلة فلبينية بتهمة "الوجود غير القانوني"، قبل أن يطلق سراحهم بشرط مغادرتهم قبل نهاية 2019، لتتحول إسرائيل إما لمقبرة للمهاجرين أو أداة ترحيل قسري.

عروض المغادرة طواعية
المعاملة غير الإنسانية لا تقتصر على الفلبينيين فقط، وإنما كل الجنسيات التي تهاجر إلى إسرائيل، حتى وإن كانت تحمل الجنسية الإسرائيلية، وعلى رأسهم الأفارقة، وكانت السلطات الإسرائيلية أرسلت إنذارات إلى آلاف المهاجرين الأفارقة لمغادرة البلاد أو عقابهم بالحبس، في الوقت الذي عرضت فيه جوائز مالية لمن يعود منهم إلى بلده طواعية أو يغادر إلى بلد ثالث.

وتعرض السلطات على من يغادرون البلاد طواعية جائزة قدرها 3500 دولار وتذكرة الطائرة، وتوفر لهم وثائق السفر، وإذا لم يرحلوا قبل المهلة المحددة فإن قيمة الجائزة ستقل، وستتخذ "إجراءات" ضدهم وضد كل من يوظفهم.

وكان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أعلن خطة لترحيل 38 ألف مهاجر دخلوا البلاد بطرق غير قانونية، أغلبهم من السودان وإريتريا.

الترحيل القسري
من جهتها، طالبت مؤسسة حقوقية دولية، إسرائيل بمراجعة سياساتها تجاه المهاجرين والعمالة الوافدة والتوقف عن ترحيلهم القسري.

وقالت مؤسسة "إمباكت"، إن مئات الأطفال المهاجرين الذين وُلد أغلبهم في إسرائيل، مهددون بالترحيل القسري بشكل تعسفي وبما يعرّضهم لمصير مجهول.
وأضافت المؤسسة أن الترحيل القسري ينطوي على أهداف "خفية" بإحداث "نوعٍ من التوازن الديموغرافي الذي يحفظ الأغلبية لليهود وهو ما يُعد إجراءً عنصريًا".

كما اتهمت "إمباكت" إسرائيل بتنفيذ إجراءات الترحيل القسري بطريقة غير إنسانية، دون أن تأخذ في الاعتبار وضع المهاجرين واللاجئين القانوني أو اعتبارهم من الأشخاص المستضعفين.

هجرة الصهاينة
في المقابل، يحاول الكيان تعزيز وجود الصهاينة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر استقبال 242 مهاجرًا جديدًا من المحتلين الصهاينة، من أمريكا الشمالية إلى مطار بن جوريون الإسرائيلي على متن رحلة خاصة لمنظمة "نيفش بنيفش".

وذكر موقع القناة السابعة العبرية أن المهاجرين لدى وصولهم إلى إسرائيل، تم استقبالهم خلال احتفال حضره شخصيات عامة، بما في ذلك زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو، ووزير الهجرة والاستيعاب اللواء يواف جلانت، عضو الكنيست يواز هاندل، رئيس الوكالة اليهودية يتسحاق هرتسوج والحاخام جوشوا باس مدير منظمة "نفش بنفش".

ومنظمة "نيفيش بنيفيش" منظمة غير ربحية تروج وتشجع وتسهل الهجرة اليهودية من أمريكا الشمالية و‌المملكة المتحدة بالتعاون مع وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، والوكالة اليهودية لأجل إسرائيل، والصندوق القومي اليهودي، وتراجعت أعداد اليهود المهاجرين لاحتلال فلسطين خلال السنوات الماضية بسبب التوترات الأمنية التي عاشتها المنطقة، والأوضاع غير المستقرة في الكيان الإسرائيلي.
الجريدة الرسمية