رئيس التحرير
عصام كامل

مختار نوح: الإخوان يواصلون عملياتهم الإرهابية من أجل التفاوض.. وانتهاء الجماعة خلال 4 سنوات.. قطر تمول الإرهاب بضوء أخضر أمريكي.. ووزارة الثقافة دمرت جيلا بأكمله

شعار جماعة الإخوان
شعار جماعة الإخوان

يبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية تتمسك بنهجها المتطرف إلى ما لا نهاية، فبعد ست سنوات على اقتلاع نظام حكمها من الوطن وتطهيره من التطرف والكراهية، ما زالت الجماعة تمارس هوايتها المفضلة في إزهاق الأرواح البريئة لإشباع رغبتها في سفك الدماء لعل ذلك يقربها لكرسي الحكم خطوة من أجل إحكام سيطرتها على البلاد ونشر الفوضى في المنطقة وتحقيق تطلعات الدول المعادية لمصر والمنطقة العربية، وآخر ما اقترفته يد الجماعة الآثمة هو تفجير معهد الأورام بالسيدة زينب، وقتل نفوس بريئة أنهكها المرض والألم، فطلبت من الله تعالى الشفاء ومن إخوانهم في الإنسانية مد يد المساعدة، فامتدت إليهم يد الغدر لتقتلهم.


4 سنوات
ويؤكد مختار نوح، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن الإخوان يواصلون عملياتهم الإرهابية بسبب وجود أمل لديهم في التفاوض وتوسط بعض الدول لإنقاذهم من الحرب التي تدور رحاها ضد الإرهاب، ولأنهم خسروا الماضي والحاضر ولا يريدون خسارة المستقبل.

وتوقع «نوح» انتهاء جماعة الإخوان خلال أربع سنوات بسبب وقف التمويل عنهم من الغرب وحلفائه، مشيرا إلى أن الإخوان والجماعات الإرهابية تساعد الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية في تحقيق ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد" مقابل الحصول على دعم منهم لتنفيذ أعمالهم الجبانة، مشيرا إلى أن دعم دول الغرب للإخوان تسبب في خسارة اقتصادية لها وتشويه سمعتها في منطقة الشرق الأوسط، كما أدى إلى تدخل روسيا في المنطقة وهو المنافس الأول للولايات المتحدة الأمريكية.

التمويل
وأشار إلى أن دول أوروبا والولايات المتحدة تقوم بتمويل الإخوان عن طريق قطر وهي أشبه بولاية أمريكية أعطت لها الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة وخاصة الإخوان، ثم اتضح للعرب الآن أن أمريكا لا تكافح الإرهاب بل تموله، ولو أرادت أمريكا وقف الإرهاب لأصدرت أوامر لقطر بمنع تمويل الإرهاب ولنفذت قطر فورا وقامت بطرد عناصر الجماعة من البلاد.

ولفت "نوح" إلى أن الجماعة انقسمت إلى ثلاثة أقسام، اثنان منها لا يحصلان على تمويل والقسم الثالث يمول، مشيرا إلى أن الإخوان والجماعات الإرهابية تخوض حربا غير متكافئة ضد الدول ومؤسساتها في الشرق الأوسط.

سوريا
وقال "نوح": "في سوريا ستنتهي الحرب ضد الإرهاب خلال سنة، كما أن مصر ستتقدم خطوات للأمام لإقامة اتفاقات إستراتيجية مع دول عربية من أجل الدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب وهذا سيجعل الجماعة محاصرة في كل الدول العربية، مثلما حدث في الكويت وقيام السلطات الكويتية بإلقاء القبض على الخلية الإرهابية هناك وترحيل عناصرها إلى القاهرة".

وأضاف أن وزارة الداخلية تقوم بواجبها على أكمل وجه، وبدأت في استخدام أساليب حديثة في تعقب الإرهابيين ومراقبتهم ومن خلال تحليل الـ"D N A" وتتبع الأدلة وإثباتها بدون تعذيب مثل العهود الماضية، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب لا تنحصر في وزارة الداخلية فقط، بل في وزارات ومؤسسات أخرى ومنها وزارة التربية والتعليم من خلال تدريس قيم التسامح والتعددية للتلاميذ في المدارس.

وأكد أن الأزهر يقوم بتدريس مواد تحض على القتل والذبح والكراهية، وقال: "هذه النصوص والأحكام ليس لها أساس إلا في السنة الأحادية وهي محل خلاف واختلاف، بل إن بعض هيئة كبار العلماء كان بها منذ فترة قليلة أعضاء من الإخوان"، وشدد "نوح" على أنه يجب على الأزهر تدريس كتب العلماء المجددين.

وأضاف الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن المسلمين بدأوا حاليا في الابتعاد عن الفكر الإسلامي واتجهوا إلى القرآن الكريم لدراسته معتمدين على أنفسهم في فهمه واستنباط أحكامه، وتابع: "القرآن الكريم كتاب واضح بيّن يفسر بعضه بعضا"، مشيرا إلى أن جمود الأزهر وغلق باب الاجتهاد فيه رغم أنه على المذهب الأشعري، أدى إلى هجر المسلمين لهذه المؤسسة العريقة.

صراع النقل والحديث
وقال "نوح": "الصراع الدائر حاليا هو صراع بين النقل والتحديث.. لو أن رجلا لديه اثنا عشر شابا يعملون في الحقل ويهرب منه كل يوم شاب بسبب ممارساته غير السوية، فلن يجد في اثنى عشر يوما أحدا معه، وهذا ما يحدث مع الأزهر، فمع جمود فكره وغلق باب الاجتهاد والتجديد أصبح باب الهجر مفتوحا على مصراعيه أمام المسلمين ليأتي اليوم الذي يجد فيه الأزهر نفسه بدون أتباع، ولن يتبقى منه إلا دار الإفتاء من أجل أحكام المواريث فقط".

تحديث الأزهر
وطالب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، الأزهر بتحديث نفسه ذاتيا، أي بيد العاملين فيه، لا أن يتلقى رسالة أو خطاب من رئيس الجمهورية، مضيفا أن الرئيس ملَّ من كثرة المطالبة بتجديد الخطاب الديني بدون تنفيذ، كما طالب "نوح" الأزهر بالاعتماد على فقه القرآن الكريم، وعدم ربط بقية العلوم بالدين والفقه، وإلغاء بعض الكليات مثل كلية الدعوة الإسلامية، وقال: "كيف يكون للدعوة كلية؟!، لماذا يدرس الطالب في كلية الألسن علوم شرعية هو لا يحتاجها في مهنته سواء أكان مرشدا سياحيا أو مترجما؟!".

وقال: "يجب على الأزهر أن يقوم بإعادة النظر في منهجه من خلال وضع إستراتيجية وأيديولوجية جديدة شاملة متكاملة".

وأكد "نوح" أن هناك جهات أخرى يجب عليها أن تؤدي دورا في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ومنها وزارة الثقافة، وقال: "وزارة الثقافة دمرت جيل بأكمله وهو الجيل الحالي لأنها لا تؤدي دورها المنوط بها في تثقيف الشعب وخاصة النشء وحمايته من الأفكار الهدامة".

وزارة الثقافة
وأضاف: "كانت وزارة الثقافة هي الأساس في توعية الشعب في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكن دورها تراجع بشكل ملحوظ الآن فيما تقدمه من محتوى، وهي تحتاج إلى إعادة هيكلة وسيأتي دورها في ترتيب إصلاح مؤسسات الدولة"، وطالب وزارة الثقافة بنشر كل ما يحض التسامح والإسلام الوسطي.

وأكد "نوح" أن الإعلام والسينما عليهما دور كبير في تشكل وعي النشء، مضيفا أنه بمقدور السينما إنتاج محتويات هادفة، وأبرز دليل على ذلك تقديم محتوى هادف مثل فيلم "الممر" الذي يهدف لزيادة الانتماء للوطن، مضيفا أنه إذا توافرت الإرادة لدى الدولة لأنتجت عشرات الأفلام الهادفة مثل فيلم الممر.

وانتقد الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أداء وزارة الخارجية وأكد أنها لا تتابع الفعاليات والتجمعات التي تقوم بها الجاليات المصرية في الخارج، وقال: "في الفترة الأخيرة عقد لقاء في الكونجرس الأمريكي مع عدد من الإخوان وبثته قناة الجزيرة ووقفت وزارة الخارجية موقف المتفرج مثلها مثل باقي مشاهدي القناة ولم تقدم ما يفيد كذب ومزاعم من نقلوا صورة خاطئة ومشوهة عن مصر لأعضاء الكونجرس الأمريكي".

وأضاف أن وزارة الخارجية عليها دور كبير في مناقشة أعضاء البعثات في كيفية مواجهة الإرهاب، واتخاذ عدد من الإجراءات لمنع تمويل العمليات الإرهابية، من خلال مراقبة أعضاء الجالية المصرية في مختلف الدول والتدخل في كل التجمعات التي تجري هناك.
الجريدة الرسمية