في الذكرى السادسة.. كيف انتحر الإخوان في ميدان رابعة ؟.. تاجروا بقضيتهم وحرضوا على العنف.. رهنوا أمن البلاد مقابل «السلطة».. رفضوا كل عروض الحل ودفعوا أتباعهم إلى مواجهة غير متكافئة مع «
كما هي عادة جماعة الإخوان الإرهابية، خلال الستة سنوات الماضية، في ذكرى فض ميدان رابعة، متاجرة ومظلومية، وغياب تام للنقد الذاتي، تسعى إلى صنع «كربلاء» جديدة، تمنحها فرص أخرى للمناورة، غير أن الواقع، يسجل عليها التورط في الدماء، ويلقي عليها مسئولية دفع البلاد لأول مرة في تاريخها، إلى شبح الحرب الأهلية، وإضاعة كل الفرصة التي أتيحت لها للبقاء في المشهد.
جمال السويدي: الإخوان وأتباعهم لايعرفون معنى الخلاف مع الآخر
تحريض على العنف
لا جديد عند الإخوان، تحريض على العنف، في ذكرى رابعة، بكاء جماعي على الشرعية الإخوانية، مع أنهم وضعوا دونها الرقاب، حسب مصطلحاتهم المريبة، فإما القبول بكافة شروط التنظيم، أو الموت في سبيل الجماعة؛ وهو ما حدث.
كان قيادات الإخوان ولا يزالون يحرضون أنصارهم على أفكار الاستشهاد، وتأهيلهم نفسيا لمعركة محتملة مع الأمن والجيش، ستتسع بعدها مع المعارضة والأقباط، حتى تطال كل شبر في أرض مصر.
تطرف الإخوان، أعماهم عن إيجاد حلول سياسية، لأزمات هم من تسببوا فيها، بداية من السعي والهرولة لأخونة الدولة بكافة مؤسساتها، مرورا بالإصرار على وضع دستور مشوه، معادِ للحرية والدولة المدنية الكاملة، نهاية بالانقلاب على نفس الدستور، ومنح محمد مرسي بتحريض من الجماعة، صلاحيات أبدية وكأنهم آلهة، ما أدى في النهاية إلى انقطاع الحوار، واتساع مساحات الصراع مع القوى السياسية والمدنية المعارضة، التي حشدت نفسها والجماهير من خلفها، لإيقاف هذه الهستيريا في الحكم، التي عرضت كيان الدولة المصرية للخطر.
تمرد والأمل
كان المعني المهم لحركة تمرد، الانتشار في المدن والقري، وتحريك المياه الراكدة، وإشعال جذوة الأمل في شارع محبط، وتذكير جماعة الحكم بأن أحدا لن يستطيع وقف حركة التاريخ، وبالتأكيد الخيار الصحيح متى بدأت العجلة في الدوران، أن تكون جزءا من المستقبل، بدلا من أن يفوتك القطار بسبب المكابرة والعناد، يقول الكاتب الكبير، مكرم محمد أحمد في مقال له بالأهرام بتاريخ 28 مايو2013 ويكمل: «الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن الاعتصامين في رابعة والنهضة لم يكونا سلميين»،
محمد حبيب، النائب الأول الأسبق لمرشد جماعة الإخوان، دون هو الآخر شهادته قائلا: الحكومة والأجهزة الأمنية أعطوا للإخوان ومن معهم فرصًا كثيرة لفض الاعتصامين بشكل يحفظ الدماء والأرواح، لكن الجماعة وأتباعها لم يقرأوا - كالعادة - تلك الرسائل، بل زادهم ذلك كبرًا وغطرسة وغرورًا، وتصوروا في لحظة أنهم يمثلون الطرف الأقوى.
باحث: أردوغان يقدم الحماية لجميع حركات الإسلام السياسي عربيا وعالميا
يستكمل حبيب: عروض المصالحة والوساطات التي جرت على يد الوفود الأجنبية، لم تكن تعبر إلا عن ضعف مؤسسات الدولة، وهو ما جعل الجماعة ترفع سقف شروطها، لدرجة أن بعض قيادتها طالبت بعودة مرسي لسدة الحكم، وإلغاء قرار تعطيل دستور 2012، وعودة مجلس الشورى المنحل، بل وذهب بأحدهم الشطط أن يربط بين عودة مرسي للرئاسة، ووقف ما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية.
الاستقواء بأمريكا
يتابع القيادي السابق بالجماعة الذي آثر الانفصال عن الإخوان قبل غرق السفينة: كانت مطالب الإخوان خارج السياق الذي فرضه عشرات الملايين، خرجوا في 30 يونيو، و3 يوليو، و26 يوليو، وأصبح في حكم المؤكد، أن الإخوان ومن معهم يعولون بشكل رئيسى على دعم الإدارة الأمريكية لهم، على اعتبار أن مصلحتها مع عودتهم، ونسوا أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الأقوى دائما.
ينهي حبيب شهادته على الأحداث: خسروا كل شىء بفشلهم وسوء تقديرهم، وعدم إدراكهم لما يحدث حولهم، ويتابع: كانت أخطاء الإخوان قاتلة، فشلوا في تحقيق الاستقرار السياسي، وفي إيجاد الحد الأدنى من التعافى الأمني، وفى التوصل إلى حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة، وأدى إعلانهم الدستورى المشئوم إلى الانقسام والتشرذم، والاحتراب الأهلي، والعنف المجتمعى، علاوة على انهيار دولة القانون، فكان مصيرهم الذي وصلوا إليه.