رئيس التحرير
عصام كامل

من يتحمل وزر هذه الدماء؟!


يقول الإمام على بن أبي طالب: (وَلاَ تُحرِّكُوا بأَيْدِيكُمْ وَسُيُوفِكُمْ فِي هَوَى أَلْسِنَتِكُمْ، فَإِنّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ عَلَى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ "صَ" مَاتَ شَهِيدًا، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ).

ليس هذه دعوة للقعود عن الجهاد في سبيل الله، فالقدس لا تزال محتلة، تبحث عمن يحررها، لكنها دعوة للتأكد من الغاية التي يمكن أن يقود إليها خوض الحروب وسفك الدماء خاصة إن كانت الحرب بين فريقين ينتميان إلى ذات الأمة والدين.
لم تكن (فتنة الشام) كما وصفتها كتب الحديث خارجة عن ذات السياق حيث أزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من الفريقين قبل أن تقرر الإدارة الأمريكية (ولي أمر المسلمين) إنهاءها بعد جلسة شاي (مع سيجارتين) بين كيري ولافروف (وعلى المجاهدين في سبيل الله السمع والطاعة لهذه الإدارة فيما أحبوا وكرهوا)، وما على (مفتي الناتو) سوى لحس فتاويه التي أباح فيها دماء الملايين ومباركة الاتفاق الأمريكي الروسي (لأن الإسلام دين السلام، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)!!.
تلك هي آفة وعاظ السلاطين الذين تنطلق فتاواهم من هوى ألسنتهم لا من ضمائرهم التي توجب عليهم توفير طاقات هذه الأمة وحقن دماء أتباعهم وعدم الزج بهم في حروب خاسرة أخلاقيا قبل أن تكون خاسرة سياسيا.

عندما كنا صغارا كنا نصدق هؤلاء الأفاقين عندما يزعمون أن الغرب وقبل أن يتخلى عن احتلاله للعالم العربي، قام بتنصيب حفنة من الحكام المتغربين خريجي مدرسة الألسن ممن يفكرون من الشمال إلى اليمين قبل أن نرى بأم أعيننا هؤلاء المرتزقة وهم يشكرون أمريكا على تدمير ليبيا ويطالبون نفس هذا الغرب بالمزيد من الدمار في سوريا وإيران!!.
لم يدرس الشيخ عبد الناتو في الألسن ولا في الفرير ولكن العصبية الجاهلية والفوضى الأخلاقية وغياب المحاسبة سولت له أن يطلق هذه السفاهات دون خجل ولا حياء.
سكت شيوخ الناتو أتباع المذهب النفعي الانتهازي ولم ينطقوا بكلمة اعتراض على العدوان الصهيوني الذي جرى ضد سوريا كما أنهم لن ينطقوا بحرف واحد ضد العدوان الآتي حتما لسبب جوهري وبسيط هو أنه سيأتي هذه المرة بالتنسيق الكامل معهم.
حتى متى يخدع البسطاء بشعارات دينية أبعد ما تكون عن أي دين ومن يتحمل وزر هذه الدماء التي أزهقت بينما يسكن الشيخ عبد الناتو في قصره المنيف في الدوحة.. عاصمة الشيطان؟!.
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية
الجريدة الرسمية