رئيس التحرير
عصام كامل

خطر يحفظك الله منه.. وتحفظ الناس منه


منذ سنة ونصف رأيت سيارة تسرع خلفى، وأنا كنت أسير بسرعة عالية على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، ويقوم بالإشارة لى بيده فقمت بتهدئة سرعتى إلى أن جاء جانبى، وقال الإطار الخلفى سينفجر، قمت بركن السيارة على يمين الطريق ليلا قبل مدينة الشروق لاستبدال الإطار، وبالفعل وجدت بروز في الإطار مثل البالون، وكاد الإطار أن ينفجر، والحمد لله وحده الذي أرسل إلينا من يسرع خلفى ليحذرنى من انفجار الإطار وقد كنت أظنه يسابقنى على الطريق.


منذ أسبوع كنت على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى إذ أَجِد نفس الأعراض على إطار سيارة مسرعة، فتذكرت ما فعله الرجل معى من قبل، وقمت بالإسراع بين السيارات خلف تلك السيارة لتحذير صاحبها من انفجار الإطار، ولكنه اعتقد أنني أفعل ذلك لكى أتخطاه فزاد من سرعته، وكلما حاولت الإسراع بالسيارة يقوم الآخر بزيادة سرعته، حتى قمت بالإشارة له أن هناك مشكلة..

بالفعل توقف بعد أن قلت له إن الإطار الخلفى سينفجر ولكنه غير ظاهر من أمام الإطار لأن البروز -مثل البالون- ليس في وجه الإطار إنما من الخلف وفى مواجهة الإطار الآخر، لذا لا يمكن لصاحب السيارة أن يلاحظه أبدا ولكن يلاحظه فقط من يسير وراءه.

قمنا بتغيير الإطار واعتذر لى أنه ظن اننى ادخل في تسابق معه على الطريق، وشكرنى على أننى قمت بذلك، فقلت له لا تشكرنى أبدا فإننى لا أستحق الشكر إنما أرجوك أن تدعو الله بالخير لمن فعل ذلك معى منذ عام ونصف.. فهو من يستحق الشكر والدعاء بالخير لأنه هو صاحب الفضل، ولقد امتد الفضل إليك فقم بذلك أنت أيضا إذا كتب الله لك أن تحفظ إنسانا من خطر.

عزيزى القارئ: اكشف على الإطارات من الأمام ومن الخلف.. سر بسرعة مناسبة ومن يريد أن يتخطاك فافتح له الطريق.. افعل الخير لأن أثره سيستمر ولَك أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة.
الجريدة الرسمية