رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهر الاحتفال بالأعياد.. وأسباب نحر الذبائح عند الفراعنة

فيتو

قال على أبودشيش خبير الآثار المصرية، إن قدماء المصريين قاموا بذبح الذبائح في أعيادهم كنوع من التكافل الاجتماعي، واحتوت السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد والاحتفالات التي تجمع أطياف الشعب المصري؛ ما يؤكد مدى الترابط المجتمعي في مصر القديمة.


خطة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية للنهوض بالمناطق الأثرية

وأكد أن الاحتفال بالعيد في الدولة القديمة يتخذ مظهرا دينيا، فتبدأ بذبح الذبائح وتقديمها قرابين للإله وتوزيعها على الفقراء، والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها أيضا، وترتل الأناشيد وتزين المعابد وتقدم القرابين، لافتا إلى أن ذبح الحيوانات في مصر القديمة كان عاملا اقتصاديا مهما.

وأوضح أن المصري القديم صور وجسد الحيوانات في البيئة المحيطة به، وذلك من خلال النقوش والرسوم التصويرية على المعابد والمقابر، وأيضًا من خلال عمليات التحنيط التي تميزت بالدقة العالية في تحنيط الحيوانات والطيور.

ولم يعبد قدماء المصريين الحيوانات والطيور بل كانوا يروا قوة الإله الخالق الواحد الأحد فيهم كما ذكر في النصوص المصرية القديمة، بل كانوا يقدسون روح الإله في هذا المعبود "الحيوان أو الطير" التي تنم عن الخير أو القوة أو غيرها وليس تأليها، فعلى سبيل المثال البقرة "حتحور"، اعتنى المصرى القديم بها وجعلها إلهة الحنان والأمومة، كما صور الإله "آمون" على هيئة الكبش لما يتمتع به من قوة، وكذلك الصقر "حورس" والكوبرا والقطة واللبؤة وفرس النيل".

وعندما رسم المصري القديم صورة الإنسان بوجه حيوان أو العكس فهذا ما يعرف بـ"الهيئة المختلطة"، حيث أراد أن يكون الجسد للإنسان ولكن بقوة الشئ المراد وضعه بدلا من الرأس مثل تمثال ابن آوى وغيره، أو أن يكون بجسد حيوان ووجه إنسان مثلما فعل بتمثال أبو الهول في دلالة على قوة الجسد وعقل الإنسان المفكر.

وكانوا المصريين من أوائل شعوب العالم احتفالا بالأعياد، وكانت الأعياد تصنف إلى "أعياد السماء"، وهى التي تضم التقويم الفلكي والتقويم القمري، و"أعياد دنيوية أو حياتية" وتضم الأعياد القومية والمحلية والموسمية والسياسية والدينية والجنائزية وغيرها، موضحا أن من كان من أكثر فصول السنة التي تقام فيه الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية هو (فصل الفيضان والحصاد).

وعبر المصري القديم بكلمة (حب) للتعبير عن العيد فـ(حب نفر) تعنى عيد سعيد، كما كانت تسجل داخل المعابد المصرية في صالات الاحتفالات أو تكتب على أوراق البردي وتوضع في مكتبة المعبد، مثل قوائم الأعياد المسجلة في معبد رمسيس الثالث.
الجريدة الرسمية