الثقافة أقوى من يواجه الإرهاب!
في حوار للمفكر الكبير "سعد الدين وهبة" مع موسيقار الأجيال "محمد عبدالوهاب" سأله عن الفن والثقافة في حياتك؟! قال الموسيقار الكبير إن الفنون تتفوق على على العلوم، العلوم يمكن أن تتقدم بفعل الزمن ولكن الفن هو الإبداع البشرى الذي يعبر عن التقدم الحقيقى للبشرية، في ألمانيا أعلى وسام الذي يهدى لرؤساء الدول أسطوانة ذهبية عليها أعمال بيتهوفن، هذا الموسيقار العالمى الألمانى.
الأسبوع الماضى وبعد اجتماع وزيرة الثقافة مع مجلس إدارة أكاديمية الفنون قالت: إن الثقافة المصرية اتخذت الكثير من الخطوات الجادة في طريق تطوير وإعادة تشكيل الوعى وبناء الإنسان واستمرارا لعملية الارتقاء بوجدان المجتمع!
الحقيقة أن هذه التصريحات تصيب المرء بالإحباط، والسبب أن الجميع يرى أن وزارة الثقافة بكل قطاعاتها لا تقدم شيئا سوى الحفلات، في حين أن لديها أكثر من ألف موقع في جميع أنحاء الجمهورية لا يعمل منها لا يعمل منها الا عدد قليل..
قصور الثقافة لم تعد تقدم شيئا للمجتمع، وعندما نقول قصور الثقافة لا تعمل، هذا يعنى أن 660 موقعا لا يعمل، المجلس الأعلى للثقافة أصبح أشبه بالمبنى المهجور، قطاع الفنون التشكيلية فقد كل دوره تماما وأصبح لا حول ولا قوة..الخ، الخطورة في تصريح الوزيرة أنها معتقدة أنها تسير في الطريق الصحيح وأن الأمور تمام، والحقيقة عكس هذا تماما!
الأخطر في هذا الاجتماع هو القرار بإنشاء فروع الأكاديمية في المحافظات وذلك في عدد من قصور الثقافة، وجاء في البيان الصادر عن اجتماع الوزيرة: إنه سيتم تعظيم الاستفادة من الأصول الثابتة التابعة للهيئة العامة لقصور، لتكون أحد خطوات التوسع في أفرع أكاديمية الفنون، منها قصر الأميرة فائقة وملحقاته، تأسيس معهد عال للسينما بمدينة برج العرب، تأسيس فرعين للأكاديمية بمحافظتى الغربية (قصر ثقافة طنطا) ودمياط ( قصر ثقافة دمياط الجديدة ).
في هذا الصدد انتقد الكثير من المهتمين بالثقافة بهذا الأمر، منهم الأستاذ أحمد عبدالرازق أبو العلا الذي كتب مستنكرا واعتبر ما حدث هو تخلص الوزارة من قصور الثقافة لأنها عاجزة عن تشغيلها، وأن الثقافة لم تعد تهم المثقفين أنفسهم، وقد ردت الوزيرة عليه وسأنقله كما كتبه الصديق أحمد عبدالرزاق أبو العلا.. قالت:
أولا: أنه لا يوجد تخصيص أو حتى تغيير مسمى أي أنه ليس استيلاء.
ثانيا: إنها محاولة للتواجد داخل المحافظات بالفنون والثقافة بشكل إيجابي وموضوعي.
ثالثا: هو تعاون عملي بين القطاعات، بمعنى أن القصر يعمل بكل نشاطه، وتواجد بعض الأفرع للأكاديمية سيكون للتعليم فقط إلى جانب كل الأنشطة الأخري التي يقدمها القصر؛ لحين الانتهاء من الأماكن المُحددة لهذه الأفرع.
رابعا: إن ذلك سيعطي الفرصة لتشغيل قاعدة من الشباب وتفعيل النشاطات الإيجابية في تلك المحافظات.
هذا ما ذكرته وزير الثقافة.. كان تعليقى أنه رد غير مقنع على اﻻطﻻق.. والسؤال هل ممكن نعرف أعداد الدارسين في الأكاديمية حتى نعرف إذا كانت ضاقت بالآﻻف ففكرت الدولة في فتح فروع لها؟ ثم أن قصور الثقافة أصبحت جثثا هامدة لو اعيد اليها الحياة يمكن عمل الورش بأساتذة الأكاديمية أيضا..
وأضيف أعيدوا الروح أوﻻ إلى 600 قصر ثقافة! أليس تفعيل الـ600 قصر ثقافة أفضل في وصول كافة الفنون إلى المواطنين في حلايب وشلاتين والعريش ومطروح؟!
يا معالى الوزيرة القصور الثقافية أساسا لا تعمل فكيف إذن ستعطى الفرصة لتشغيل الشباب وتفعيل النشاطات الإيجابية في المحافظات! والحقيقة أن الفكرة لا تقوم إلا على استيلاء الأكاديمية على قصور الثقافة وقد اعترف بيان الوزارة الأول بذلك حين قال "للاستفادة من الأصول الثابتة لقصور الثقافة".
السؤال إلى أين نسير بالثقافة؟
الثقافة والإعلام هما رافدان تتقدم بهما الأمم، الثقافة والتاريخ إحدى علامات التحضر بين الأمم، الثقافة أحد أهم أدوات التغيير في المجتمع، وللأسف تراجعت الثقافة في السنوات الطويلة السابقة، حتى أصبحت اليوم في أسوأ صورها، إننا نصرخ بأعلى صوت، الثقافة أهم أدوات التغيير في المجتمع وأقوى من يواجه الإرهاب!
تحيا مصر.. تحيا مصر.