رئيس التحرير
عصام كامل

نسك الحاج في يوم عرفة

فيتو

تتوافد جموع الحجيج إلى صعيد عرفات الطاهر في هذا اليوم المشهود الذي وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأفضل الأيام إذ يقف المسلمون في عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها، ومن أدرك عرفة ليلة مزدلفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج.


ومن السنة أن ينزل الحاج بنمرة - إن تيسر له ذلك - أو يتأكد من نزوله داخل حدود عرفة وهناك الكثير من العلامات واللوحات الإرشادية التي توضح ذلك للحاج وعرفة كلها موقف كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا اليوم العظيم ينشغل الحاج بالتلبية والذكر، ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله - عز وجل - خاشعًا متضرعا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده ولإخوانه المسلمين جميعًا.

وإذا دخل وقت الظهر خطب الإمام في الناس خطبة تذكير ووعظ وإرشاد، ثم يصلي بالحجاج الظهر والعصر جمعًا وقصرًا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يصلي قبلهما ولا بينهما ولا بعدهما شيئًا.

وينبغي التنبيه على الحاج من الوقوع في أخطاء تضيع الأجر والثواب في مثل هذا اليوم العظيم ومن أبرزها، النزول خارج حدود عرفة وبقائهم في أماكن نزولهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون إلى مزدلفة وهذا خطأ لا ينبغي الوقوع فيه، فالانصراف من عرفة يكون بعد غروب الشمس لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك تزاحم بعض الحجاج وتدافعهم لصعود جبل عرفة والوصول إلى قمته والتمسح به والصلاة عليه، وهذا لا أصل له في الشرع إضافة لما يترتب على ذلك من أضرار صحية وبدنية، ومن الأخطاء استقبال جبل عرفات أثناء الدعاء بينما السنة استقبال القبلة عند الدعاء.

وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة تسير قوافل الحجيج صوب مشعر مزدلفة بسكينة وطمأنينة ليصلوا بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرا بأذان واحد وإقامتين فور وصولهم ويبيتون ليلتهم هناك ملبين ذاكرين شاكرين الله على فضله وإحسانه بأن كتب لهم شهود وقفة هذا اليوم العظيم الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
الجريدة الرسمية