إلى عرفات الله.. كتبها أمير الشعراء اعتذارا للخديو
في فيلم "رابعة العدوية" أذيعت أغنية "إلى عرفات الله" عام 1951 من شعر أمير الشعراء أحمد شوقى وقد أدتها بصوتها السيدة أم كلثوم.
وفى عام 1963 سجلت أم كلثوم الأغنية وقد وضعت على رأسها حجابا، بصوتها للتليفزيون بالأبيض والأسود في صورة وصمم ديكور خلفية الأغنية المخرج شادى عبد السلام وأخرج الأغنية المخرج السينمائى أحمد بدرخان.
بعد ذلك أصبحت أم كلثوم تقدمها في الوصلة الأولى من حفلاتها أيام الحج، وكانت القصيدة التي كتبها شوقى مكونة من 63 بيتا اختارت منها أم كلثوم 25 بيتا فقط في أغنيتها.
ولأغنية "إلى عرفات الله" قصة غريبة فهى قصيدة كتبها أحمد شوقى ليعتذر بها إلى الخديو عباس حلمى الثانى الذي كان في طريقه إلى الحج وضم شوقى إلى مجموعته المسافرة معه تكريما له لصداقته له، إلا أن شوقى لم يكن راغبا في السفر إلى الحج، فما أن بدأت الرحلة حتى هرب منها أحمد شوقى واختفى وكتب خطابا عبارة عن قصيدة إلى عرفات الله وأرسلها إلى الخديو في مكة المكرمة ليسترضيه ويعتذر له يقول فيها:
إلى عرفات الله يا خير زائر.. عليك سلام الله في عرفات
ويوم تولى وجهة البيت ناصرا.. ووسيم مجال البشر والنسمات
في الكعبة الغراء ركن مرحب.. بكعبة قصاد وركن عفات
وزمزم تجرى بين عينيك أعينا.. من الكوثر المعسول منفجرات
لك الدين يا رب الحجيج جميعهم.. لبيت طهور الساح والشرفات
أرى الناس أفواجا من كل بقعة.. إليك انتهوا من غربة وشتات
ويا رب هل تغنى عن العبد حجه.. وفى العمر ما فيه من الهفوات
أنت ولى العفو فامحو بناصع.. من الصفح ما سودت من صفحات
ومن تضحك الدنيا إليه فيغتر.. تمت كقتيل الغيد بالبسمات
فاضت من الدمع العيون مهابة..لأحمد بين الستر والجمرات
فقل لرسول الله يا خير مرسل.. أثبك ما ندرى من الحسرات
سعوا بك في شرق البلاد وغربها.. كأصحاب كهف في سبات
بأيمانهم نوران ذكر وسنة.. فما بالهم في حالك الظلمات
وقل ربى وفق للعزائم أمتى.. وزين لها الأفعال والغرمات