نزيه رزق .. المصور العالمى الكفيف (4)
شارك المصور الكفيف نزيه رزق فيما يقرب من 60 معرضا بجميع أنحاء العالم.. وكانت البداية الحقيقية في العام 1988 عندما شارك في معرض أقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصل يومئذ على جائزة كنيدي الذهبية لمتحدي الإعاقة، كما شارك في العام 1994 بمعرض المركز الثقافي المصري بإنجلترا ومعارض مؤسسة الأهرام وغيرها من المعارض التي مثل بلاده فيها، وكان تمثيله مشرفا ورائعا حيث حصل على ميدالية من الجالية المصرية في لوس أنجلوس، وشهادة النقابات المتحدة في التصوير الفوتوغرافي وجائزة الرئيس كنيدي.. كما يلقي المحاضرات في مختلف الجامعات العالمية، وهو ما يؤكد أنه صورة مشرفة لبلاده.
أدهش نزيه رزق رواد معرض الأهرام في العام 2004، حيث تضمن المعرض 52 صورة له، من بينها صور لنهر النيل ومسجد الإمام الحسين بوسط القاهرة والقلعة ومبنى مركز التجارة العالمي.
تضمن المعرض صورة التقطها لنفسه من خلال كاميرا، كأنه يصور شخصا آخر، وليس كما يظن كل من يرى الصورة أنه قام بتصويرها في المرآة، حيث قال لمن استفسروا منه عن تلك الصورة: "أتيت بحامل على الكاميرا، وركزت على شخص في طولي.. أوقفته في الوضع الذي أريده لنفسي، وقمت بتركيز عدسة الكاميرا عليه، بعد تحديد إطار للصورة، وذلك بتحديد المسافة والمكان، وبعد ذلك قمت بتصوير نفسي".
وأبهرت صوره الحاضرين.. الذي لم يصدقوا أن كفيفا يلتقط هذه الصور بحواسه من دون مساعدة من أحد.
وأجمع رواد المعرض يومئذ، وهم أكاديميون وفنانون وصحفيون تربطهم علاقة قديمة بـ "نزيه رزق"، على أن أعماله تتطور دائما، وحساسيته في التقاط الصور.. يعجز عنها المبصرون، ويتمتع بإحساس مرهف وطاغ.
أما أستاذه الذي كان يدرس له في جامعة عين شمس قبل سفره لأمريكا الدكتور ثروت إسحاق فقال: أعلم أن نزيه نابغة وطموح ولكن لم أتخيل يوما أن يصبح مصورا عبقريا على هذا النحو المذهل والمعجز.. لقد استغل حواسه بشكل مبهر في التصوير.
ويطالب نزيه رزق المسئولين في مصر بإنشاء مدرسة لتكنولوجيا الحواس تشرف عليها وزارة الثقافة، يتم فيها تدريب المعاقين بصريا والمبصرين في آن واحد على استخدام وتنشيط الحواس، فيما اعتبره نظرية جديدة للمجتمع في الرؤية من خلال الحواس.. ونكمل غدًا.