رئيس التحرير
عصام كامل

بالتفاصيل.. سجل أمريكا الأسود في الحرب البيولوجية.. «القراد والبراغيث» تنضم لترسانة «سلاح أمريكا».. العرب وإيران على قائمة «الأهداف».. وواشنطن تواصل تطوير «أسلحتها ا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل الصراعات القائمة بين الدول الكبرى، وظهور اتهامات مؤخرا للصين وروسيا بتطوير أسلحة بيولوجية لاستخدامها ضد عدوهما التقليدي، الولايات المتحدة الأمريكية، أكد بعض المسئولين بالكونجرس الأمريكي أن واشنطن استخدمت هي الأخرى أسلحة بيولوجية في حروبها السابقة، من أجل ضمان فوزها، مطالبين بالتحقيق في أنشطة وزارة الدفاع (البنتاجون)، لتؤكد تصريحاتهم أن الحروب التي خاضها البنتاجون لم تكن نظيفة وليست بدافع حماية الشعوب ضد حكوماتهم، كما تزعم الحكومات الأمريكية.


أسلحة بيولوجية
وقال عضو الكونجرس سميث أر إن جي، في يوليو الماضي: إن «البنتاجون استخدم أسلحة بيولوجية في الحروب التي خاضها في الفترة من 1950 حتى عام 1975 لنشر مرضي لايم والقراد الحيوي، كما أمر مجلس النواب الأمريكي بفتح تحقيق فيما إذا كان استخدم البنتاجون القراد والحشرات لصناعة وتطوير أسلحة بيولوجية ضد الدول التي خاض حروب ضدها».

وأضاف أنه «تم استخدام فيروس ضرب مدينة لايم الأمريكية عام 1950، وأصاب مئات الأمريكيين وانتشر للولايات المجاورة، وأدى لوفاة أكثر من 100 ألف شخص، وتم اختيار ذلك الفيروس لأن أعراضه تشبه الإنفلونزا العادية، لكنها تتطور لالتهابات في المفاصل ومشكلات بالقلب وشلل بالأعصاب وفي النهاية الموت».

التاريخ السري للايم
ونشر الباحث الأمريكي كريس نيوباي، الذي أجرى عددا من البحوث في معامل البنتاجون كتابا بعنوان «التاريخ السري لمرض لايم والأسلحة البيولوجية»، أوضح فيه أن الحكومة الأمريكية تمتلك تاريخا طويلا من التجارب على الأسلحة البيولوجية، والتي تسبب بعضها في عواقب وخيمة، مشيرا إلى أن مرض «لايم» كان نتيجة برنامج أسلحة بيولوجية، وهو برنامج شارك فيه شخصيًا، كاشفًا أن أبحاث الأسلحة البيولوجية شملت استخدام الحشرات الماصة للدم -ليس فقط القراد (الذي كان الأفضل)- ولكن أيضا البراغيث والبعوض، كنواقل لنقل الأمراض البشرية.

كما أوضح «نيوباي» أن البنتاجون استخدم جزيرة بلوم كمختبر للأمراض البيولوجية، وأنه تم تطوير البكتيريا التي تحقن بها الحشرات لتشمل عدة سلالات لضمان الإصابة ونشر العدوى، خاصة بكتريا الميكوبلازما، لأنها أصغر الخلايا البكتيرية التي تم اكتشافها حتى الآن، ولا تحتوي على جدران للخلايا ويمكنها البقاء بدون أكسجين، كما أنها أكثر أنواع السلالات شيوعا.

حرب الخليج
وفي السياق.. ذكر معهد جلوبال سيرش الأمريكي، نقلا عن تصريحات لأحد الأطباء الذين شاركوا في الأبحاث التي تم إجراؤها على جزيرة بلوم، أن «الإدارة الأمريكية استخدمت الأسلحة البيولوجية في حرب الخليج والحرب ضد العراق»، موضحا أن الأمراض التي أصيب بها العراقيون عام 1990، كانت تحمل نفس البكتيريا المكونة لمرض اللايم، فكان المرضى مصابون بالكائن الحي الوراثي نفسه (الميكوبلازما) الذي ابتكرته حكومة الولايات المتحدة.

وأوضح أن 60% من المصابين كانوا يحملون نفس أعراض المرض البيولوجي، ولم يكن لها علاج، واعترف توماس جي ار، وهو المدير السابق لمركز الأبحاث بجزيرة بلوم، أنه تم قتل عالم عراقي كان له دور كبير في تلك الأبحاث، وتطوير السلالات لتتفاعل مع الجينات العربية، مشيرًا إلى أن العالم العراقي أجرى دراسات عليا على الميكوبلازما وترأس برنامج الميكوبلازما في جامعة بغداد من أجل استخدام سلالات البكتيريا القاتلة في إنتاج أدوية للأمراض التي تسببها، لكنه عندما علم بحقيقة استخدام تلك البكتيريا في إنتاج أسلحة بيولوجية هدد بفضح البنتاجون، وبعدها تم العثور عليه مقتولا.

وأشار المعهد الأمريكي إلى أن هناك عددا من الجامعات الأمريكية التي تتعاون مع باحثي جزيرة بلوم في تطوير سلالات البكتيريا لاستخدامها كأسلحة بيولوجية، ومنها جامعة بيل بولاية تكساس، وكشف تقرير صادر عن جامعة كاليفورنيا أن الجيش الأمريكي استخدم الأسلحة البيولوجية في حرب العراق، بحجة أن حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كانت تخطط لاستخدام أسلحة بيولوجية ضد الجيش الأمريكي، موضحة أنه تبين إصابة الجنود العراقيين بنوع من غاز الأعصاب، تسبب في شل حركتهم، وتسعى الإدارة الأمريكية لاستخدام الأسلحة البيولوجية الآن ضد إيران.

وقال معهد «جلوبال سيرش» الأمريكي نقلا عن مسئولين بالإدارة الأمريكية والكونجرس: إن هناك تقارير تفيد بأن البنتاجون طور أسلحة بيولوجية تضم غازات للأعصاب وفيروسات تنقل عن طريق الحشرات والأطعمة، ويخطط لاستخدامها ضد إيران في حال اندلاع حرب ضدها.

وأضاف أن «الإدارة الأمريكية قدمت أدلة تشير إلى أن طهران لديها أسلحة بيولوجية وقد تستخدمها في أي وقت ضد واشنطن، وذلك من أجل الحصول على موافقة من الكونجرس لاستخدام تلك الأسلحة دون الرجوع إليه، كما كشف معهد «ديمقراسي ناو» البحثي ومقره واشنطن، أن البنتاجون رفع تقريرا للإدارة الأمريكية يقول فيه إن إيران مدت الحوثيين والمليشيات الإرهابية التي تدعمها بأسلحة بيولوجية لاستخدامها ضد القواعد الأمريكية الموجودة بالدول العربية، خاصة مناطق الصراع، مثل أفغانستان والعراق، داعيا لتحصين جنوده ضد أي بكتريا أو أمراض قاتلة، كما دعا للاستعداد بشكل كامل لمواجهة إيران ووكلائها بالمنطقة.

وذكرت مجلة «فوربس» أن وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) أوضحت أنها أنتجت أسلحة قادرة على شل الأعصاب وقنابل تتسبب بفقدان الذاكرة وإحداث غيبوبة وحرقان بأعضاء الجسم من الداخل من أجل استخدامها ضد إيران وكوريا الشمالية وقت الضرورة، موضحة أن المخابرات الأمريكية تعمل على تطوير تلك الأسلحة منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، وذكرت أنه هناك تقارير وردت ترامب بعد توليه منصبه، تشير إلى أن إيران تعد أسلحة بيولوجية منذ حرب الخليج الأولى التي اندلعت بينها وبين العراق عام 1980، لذلك أمر ترامب بالاستعداد ضدها.

"نقلا عن العدد الورقي...."
الجريدة الرسمية