إنه بن لادن.. "أسامة" زوجًا
بمجرد أن تزوجت "نجوى غانم" من "أسامة بن لادن" تغير كل شيء، وبدا لها الشاب الرزين الهادئ متشددًا لأقصى درجة، رغم أنه لم يكن هناك أحداث ساهمت في ذلك بعد، وهو ما يؤكد وجهة نظري أن "أسامة بن لادن" متطرف بالفطرة وأن ملايين غيره هكذا نتيجة أفكار وعادات خاطئة، ولولا ما توفر لـ"بن لادن" من أموال ثم تجربة الحرب في أفغانستان ربما ظل كما هو، أو ربما كان هو أشجع من كثيرين.
تم حفل الزفاف في 1974، "أسامة" في السابع عشر وزوجته في الخامسة عشر، وبالطبع منع كل أنواع المرح في حفل زفافي، وربما هذا العمر الصغير هو ما دفع "أسامة بن لادن" فيما بعد أن يزوج ابنته وهي في الثالثة عشر من عمرها.
ونعود لـ"نجوى بن لادن" التي تؤرخ لتلك الفترة فتقول «سافرت للسعودية بعد ذلك وعشت في جدة عروس البحر، برغم إنه لا يمكنني رؤيته إلا من خلال نقاب، وشعرت بالفخر لأن "أسامة" أراد أن يحميني وهو يحملني بهدوء إلى ادراك الأسباب التي تقف وراء حاجة الأنثى للانعزال، لم أعترض لأني أدركت أن زوجي خبير في الشئون المتعلقة بايماننا وقررنا معا أني لن أستمر في تعليمي المدرسي، وسأهتم بشئون الدين».
ومن خلال تلك النظرة لـ"أسامة" العالم ببواطن الأمور، ونفسيتها كزوجة تعاملت "نجوى بن لادن" مع زوجها طوال حياتها حتى في أحلك الظروف فهو لن يضيعها، وترصد بداية ملاحظتها لـ"أسامة" بأنه مع مرور الوقت يولي اتساعا للعالم الخارجي فتقول «أخذ يشغل ذهنه ويعلق من وقت لآخر على خيبته من سياسات العالم، وبخاصة أنه لا يُنظر إلى الإسلام باحترام كبير.. وفي إحدى الأمسيات عاد زوجي وأخبرني أنني سنسافر للولايات المتحدة، وتلك المرة الأولى للسفر لي، وأخبرني أنه سيلتقى هناك رجل اسمه "عبد الله عزام"، أما عن انطباعي عن مواطني الولايات المتحدة فهم أناس لطفاء ويسهل التعامل معهم، أما بالنسبة للبلد فأنا وزوجي لم نحب أمريكا ولم نكرهها» وبعد ذلك توالت الحياة الزوجية لـ"أسامة" والتي تراوحت بين الأوامر والخدم ثم إنجاب الذكور الواحد تلو الآخر.
بعد 5 سنوات من الزواج وفي عام 1979 تغير كل شيء، تقول "نجوى بن لادن" «شهدت العام مزيدا من الحوادث الدرامية وانعكس الحدث على عائلتي، فقد اجتاح الاتحاد السوفيتي أفغانستان، وجر معه احتلال غاشما لإخواننا المسلمين، وبرغم أن كثيرا من السعوديين هالهم الهجوم بدا زوجي أكثر اضطرابا من أغلبهم، وتابع أخبارهم وكلما عرف أكثر ازداد قلقه، وسار في طليعة السعوديين لتقديم العون إلى إخواننا المحاصرين في أفغانستان، وفي البداية ركزت حملته التي لم تهدأ على جمع المال لمساندة زعماء القبائل الذين يخوضون الحرب».
وتضيف «لكن "أسامة" وضع خططا للسفر لباكستان حيث يعيش ملايين المسلمين وقال إنه سيأخذ أموال التبرعات التي جمعها ويشتري الغذاء والمواد الطبية والأسلحة، وسينظم بعد وصوله إلى باكستان الشاحنات وإعلام سائقيها بكيفية تسليم المؤن إلى المقاتلين الأفغان، فاجأني "أسامة" قبل أن يسافر بشراء مبنى كبير، وقال إنه سيصبح منزلنا الجديد، اجتاحتني مشاعر متباينة، سررت لأن عائلتنا آخذة في الازدياد وتحتاج لمساحة أكبر وحزنت لأنني تعودت عشرة والدته..
وحين شاهدت أول مرة البيت وجدته زين بغير تكلف بالسجاد الفارسي التقليدي، وصرت أتوق لنجاح زوجي في ساحة المعركة لسببين الأول، ليتمكن الأفغان من أن يعيشوا بدون خطر ويعيدوا بناء دولتهم المخربة، والثاني ليعود زوجي ووالد أطفالي للمنزل لنتمكن من مواصلة الحياة، وحملت في عام 1980 ومن حسن حظي أن "أسامة" عاد وقت الولادة من باكستان ثم أنجبت طفلا رابعا (ذكر)، وكان "عمر"، واحتفظت له بعاطفة خاصة لكن سرعان ما سافر "أسامة" لباكستان مرة أخرى».