رئيس التحرير
عصام كامل

سجناء طرة يشكون لدغات «العقرب».. «قومى حقوق الإنسان»: 4 أجنحة يضم الواحد منها 20 زنزانة.. جناح «الإسلاميين» الأفضل وتراجع الاهتمام الصحى الأبرز.. غرف الاستحمام بلا إضاءة

مبنى سجن طرة
مبنى سجن طرة

قالت بعثة تقصى حقائق المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى سجن العقرب، اليوم الجمعة: إن الجناح الواحد بالسجن يحتوي على 20 زنزانة، بالإضافة إلى غرفة للاستحمام بها 5 غرف منفصلة.


وأكد تقرير البعثة أن أحد العنابر لا توجد به إضاءة في غرف الاستحمام، كما أن غالبية هذه الغرف متهالكة وتتوسط الغرف طرقة بطول الجناح، تقع الغرف على جانبيه، بعرض أقل من ثلاثة أمتار والطرقة بها أربع فتحات في السقف، لتتيح التهوية، ولا توجد بها إنارة كهربائية.

كما ذكر التقرير أن مساحة الغرفة (الزنزانة) 3 م طولا، 2.5 م عرضا، ولها باب حديدي مصمت إلا من فتحة بطول 20 سم، وعرض 15 سم، وبها فتحة خلفية ( شباك) بطول متر وعرضه أقل من المتر، مغطى بشبكة سلكية ومزود بقضبان حديدية ومزودة بغطاء من الأقمشة الخفيفة من الخارج، وبكل غرفة قاعدة (مرحاض) لقضاء الحاجة، بالإضافة لصنبور مياه ، وغالبية الغرف بها شبكة كهربائية على الحوائط، غير مغطاة، مما يشكل خطرا قائما داخل الغرف.

وشدد التقرير على أن كثيرا من الغرف بها مروحة سقف و"شفاط" هواء، وتلفاز وأدوات لطهو الطعام، وإن كان هذا الأمر غير معمم على جميع الغرف، نظرًا لخضوع إدخال هذه الأدوات لإدارة السجن، وبعضها يحتاج لتصريح من مصلحة السجون، كما تضم الغرفة الواحدة من ثلاثة لأربعة مسجونين، إلا في حالة "الإسلاميين السياسيين، المفرد لهم جناح كامل، وإجماليهم 19 مسجونا ما بين محبوس احتياطيا ومنفذ لعقوبة.

وأكدت البعثة أن العنبر رقم 1 يحتوى على 245 سجينا، تقسيمهم على الأجنحة الأربعة كالتالي الجناح "1 به 63 سجينا، الجناح "2 به 57 سجينا"، الجناح "3 به 60 سجينا"، الجناح "4 به 65 سجينا"، وبكل جناح 20 غرفة، يوزع عليها السجناء، ليتراوح نزلاء الغرفة بين ثلاثة أو أربعة سجناء.

وأوضحت البعثة أن "الغرف في عنبر 1 متهالكة، بها وصلات كهربائية غير مغطاة، والنظافة العامة للعنبر سيئة للغاية، وشبكة الصرف غير معدة لتحمل هذا العدد من النزلاء، ومع ضعف شبكة الصرف وسوء النظافة، تنتشر الحشرات المختلفة (الصراصير – الفئران – الناموس – الذباب - القطط) في العنبر، بالإضافة لعدم توفر المراوح وشفاطات الهواء في جميع الغرف، بالإضافة لهيكل المبنى المعد بشكل لا يسمح للهواء بالتدفق داخل الغرف بشكل جيد، ففتحات التهوية في الغرف تطل على طرقة بها فتحات تهوية تطل على خارج المبنى، وفتحات التهوية بالغرف غير متعامدة على فتحات الهواء للخارج، ومع تكدس نزلاء هذا العنبر يصبح الهواء النقي أزمة تحتاج لتدخل فوري، وتجميع القمامة في بداية كل جناح على مدى اليوم يساعد على انتشار الحشرات داخله، وينام نزلاء هذا العنبر على مراتب وبطاطين على الأرض مباشرة.

ولفت التقرير إلى أنه لا يسمح لنزلاء عنبر 1 بالخروج من أجنحتهم، والغرف تفتح في الساعة 8 من صباح كل يوم، وحتى الساعة الثالثة، حيث تبدأ الإدارة في غلقها وينتهي الغلق تمامًا عند الخامسة مساء، وهذا يسمح للنزلاء بالخروج من الغرف إلى طرقة الجناح فقط، ولا يسمح لهم بالتريض أو الخروج خارج الجناح على الرغم من توافر أماكن للتريض ملاصقة للعنبر.

وقد تلقت البعثة العديد من شكاوى المسجونين منها ما يتعلق بالإفراج الصحي وأخرى بالعفو الرئاسي ومنها التماس السجين محمد عبد النبى مصطفى تهمته حيازة سلاح في القضية رقم 476 لسنة 2011 جنايات عسكرية، والمحكوم عليه فيها بخمس سنوات، وقد أكد أن شريكه في ذات الجريمة قد شمله العفو العسكري، وشكوى السجين عمر السيد عبد الرسول السيد وقد تقدم بشكوى للإفراج الصحى وذلك لإصابته بأمراض عديدة (القلب، السكر، تضخم في الكبد).

وتطرق التقرير أيضا إلى شكوى السجين فاروق حسين محمد سعد، والذى أكد أنه يعانى من ارتفاع ضغط الدم وحساسية على الصدر، و يحتاج إلى عملية فتاء في المسالك البولية، وقد بلغ من العمر 66 عاما، بالإضافة إلى التماس السجين أحمد عادل عيد عبد الله والذى طلب من البعثة التدخل لدى إدارة السجن للسماح له بحضور زفاف شقيقه 31 مايو المقبل.

ونوه تقرير البعثة إلى أن شكوى السجين "محمود رجب زيدان- محبوس على ذمة قضية مخدرات"، والذى طلب الإفراج الصحى وذلك لإصابته بأمراض "الكبد، القلب، الصفرة"، وكذلك شكوى السجين رمضان سليمان حسن همام وأكد أيضا على أنه يقضى عقوبة لمدة 15 عاما، وتقدم بطلب لمصلحة السجون لمنحه إجازة انتقالية لزيارة أهله، وأنه حاصل على لقب المسجون المثالي، ولم يرتكب أي مخالفة طوال مدة حبسه.

أما بالنسبة للعنبر رقم 2، قالت البعثة: إنه مكون من أربعة أجنحة، الجناح 1 به 19 سجينا "إسلاميين سياسيين"، الجناح 2 تحت التطوير، الجناح 3 به 7 من المحبوسين احتياطيا ولم تلتقيهم البعثة، والجناح 4 به أربعة من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ "بلاك بلوك".

وشددت البعثة في تقريرها على أن "الجناح 1" أفضل أحوال السجن من حيث النظافة وأعداد المسجونين، كما أن الوجبات المخصصة لهم يتسلمونها ويقوموا بطهيها في جناحهم والجناح مماثل من حيث التقسيم لباقي الأجنحة، ومميز على غيره من الأجنحة في تزويده بالأدوات الكهربائية التي لم نشاهدها في غيره "ثلاجات – مجمد كهربائي - مروحة وشفاط – سرير – بوتجازات كهربائية"، كما أن قلة عدد المسجونين بالعنبر أتاحت لهم غرفة لكل نزيل، احتوت بعضها على مكتب ومكتبة وغرفة الاستحمام نظيفة ومزودة بإنارة كهربائية وبها مياه ساخنة وباب الجناح مزود بشبكة سلك لمنع دخول الحشرات داخل الجناح.

وكشف التقرير أن باب الجناح يفتح لهم من الساعة الثامنة صباحًا، وحتى الخامسة مساءً، وكان قبل شهرين يفتح الساعة 6 صباحا ويغلق الساعة 12 مساءً، بما يتيح لهم أداء الصلاوات الخمس بمسجد السجن.

وأكدت البعثة أنه منذ ما يقرب من شهرين، بعد تعدي أحد السجناء – في قضية اقتحام قسم العريش – لفظيًا على ضابط النوبتجية بالسجن أثناء زيارة أهلية السجين له وتطور الأمر إلى تعدي الطرفين على بعضهما بالأيدي، قررت إدارة السجن التعامل معهما بالغاز المسيل للدموع، ونقل سجناء هذه القضية إلى سجون أخرى، والتشديد في المعاملة مع السجناء من "الإسلاميين السياسيين" لإعادة السيطرة على السجناء مرة أخرى، بما لا يسمح بتكرار مثل هذه الواقعة.

وطالب السجناء الـ 19 من البعثة التدخل لدى إدارة السجن لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه من فتح أبواب الجناح، وعدم غلقها نهائيا، وتمكينهم من أداء الصلوات الخمس في المسجد.

وتلقت البعثة عددا من الشكاوى تتعلق بـ "الإسلاميين السياسيين" منهم شكوى السجين يسري عبد المنعم على أحد المحكوم عليهم في قضية تنظيم (الناجون من النار) حكم عليه بالمؤبد، مبدأ الحبس في 30/8/1987، وعلى الرغم من قضائه ما يقرب من 26 عاما، لم يتم الإفراج عنه، وعلى الرغم من أن العفو العسكري شمل ثلاثة من المحكوم عليهم في ذات القضية بذات الحكم، إلا أن الأمر لم يشمله، ويطالب بالإفراج عنه بعد سجنه ما يزيد على 25 عاما.

كما أشار المذكور للبعثة إلى أن سيارة ترحيلات السجن من أسوأ السيارات، وقد انتقل فيها مؤخرا إلى الإسماعيلية للتحقيق معه في قضية هروبه من السجن في أحداث الثورة، وقال: إنه لم يهرب ولكن جرى فتح السجن وخروج السجناء، وشكوى من السجين محمد مصطفى سيد أحمد ينفذ حكم بالسجن المؤبد، لا يسمح له بالتريض داخل السجن، على الرغم من أن حالته الصحية تحتاج له، وهو مريض بالضغط، ولديه ثقب بأذنه اليسرى يحتاج لتدخل جراحي، وعلى الرغم من عرضه على طبيب السجن، الذي حوله لمستشفى خارج السجن، لم يتم إجراء الجراحة له.

وأشارت البعثة إلى أن المذكور كان له مشروع يبيع فيه أدوات كهربائية وغيرها داخل السجن، أقيم في عهد "مبارك" بتوجيه من أمن الدولة، نظرا لظروفه الأسرية، حيث إنه يعول 6 أبناء بالإضافة لزوجته، وكان هذا المشروع يوفر لهم دخلا يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، وتم إغلاق هذا المشروع مما أثر على وضع أسرته، كما أن إدارة السجن لم تمكنه – في السابق – من الطعن بالنقض على الحكم الذي ينفذه الآن بالسجن، وجسده به العديد من آثار التعذيب بمختلف الأنواع والأماكن.

ورصد التقرير شكوى السجين جمال أحمد عبد العال مبدأ الحبس 2/8/2007، وتضمنت شكواه طلب العرض على الطب الشرعي للنظر في الإفراج الصحي عنه، حيث إنه يعاني من الصرع وتليف الكبد، وشكوى السجين محمد خميس السيد إبراهيم مبدأ الحبس 6/2009، وهو طالب ماجستير هندسة، وقد طلب من السجن السماح بإدخال كمبيوتر داخل السجن ليتمكن من إتمام رسالة الماجستير، وعلى الرغم من موافقة إدارة السجن على إحضاره لوقت محدد خلال اليوم، وتحت إشرافها، إلا أن مصلحة السجون رفضت الأمر، مما يعوقه عن إكمال تعليمه.

أما بالنسبة للجناح 4، قالت البعثة: إنه مكون من 20 غرفة كما في باقي الأجنحة، بالإضافة لغرف الاستحمام ، ويحتجز منذ شهر بإحدى غرف الجناح 4 متهمون رهن الحبس الاحتياطي وهم يوسف على عبد الرحمن ، محمد عادل محمد عيد ، عبد الرحمن سليم محمود ، صلاح الدين على أحمد وذلك في قضية "بلاك بلوك".

وقالت البعثة: إن وجود المتهمين الأربعة بذات الغرفة يرجع إلى رغبتهم، حيث إن إدارة السجن عرضت عليهم أن ينزل كل متهم في غرفة مستقلة، أو ثلاثة منهم في غرفة والأخير في غرفة مستقلة، إلا أنهم رفضوا ذلك وقرروا البقاء في غرفة واحدة، مؤكدة أنه لا يتم فتح باب الغرفة عليهم إلا عند العرض على النيابة لتجديد حبسهم، وذلك على الرغم من إمكانية إنزال كل متهم منهم في غرفة مع ترك أبواب الغرف مفتوحة كما هو الوضع في جناح "الإسلاميين السياسيين" ، إلا أن إدارة السجن تضعهم في الغرفة الواحدة، بعد عرضها عليهم السجن الانفرادي لأحدهم وغلق غرفة على ثلاثة آخرين.

وذكرت البعثة أن الغرفة المتواجد بها المتهمون الأربعة درجة الحرارة بها مرتفعة وتفتقر إلى التهوية وخالية من مروحة أو شفاط، وتدخلت البعثة لدى إدارة السجن لتوفير مروحة، ووعدت إدارة السجن من جانبها بتوفير مروحة في أسرع وقت، كما تدخلت البعثة لدى إدارة السجن للسماح لهم بأداء صلاة الجمعة في المسجد، وذلك بعد شكواهم للبعثة من عدم تمكنهم من أداء صلاة الجمعة في مسجد من يوم احتجازهم بالسجن.

كما تضرر المتهمون من عدم تمكين أهاليهم من زيارتهم إلا مرة واحدة، على الرغم من مرور 30 يوما على حبسهم بالسجن، بالمخالفة للقانون الذي يتيح لهم زيارة أسبوعية لأهاليهم.

كما أكد المتهمون على تعرضهم للاعتداء بالقول والضرب من قبل أحد الضباط المسئول عن ترحيلهم من السجن إلى النيابة العامة بمحكمة القاهرة الجديدة، وهو تابع لمديرية أمن القاهرة، كما أنهم عندما طلبوا من وكيل النائب العام إثبات ما تعرضوا له من ضرب وسب من هذا الضابط، لم يقم وكيل النائب العام بإثبات الأمر وأخبرهم بأنه بعد الانتهاء من التحقيقات معهم وخروجهم من السجن عليهم تقديم شكوى في حينه.

كما تضرروا من عدم تمكينهم من أداء الامتحانات الخاصة بدراسة كل منهم على الرغم من إخطارهم إدارة السجن بها.
وعن وقائع القبض عليهم، أكدوا أن وزارة الداخلية استعادت ظاهرة زوار الفجر، والتعدي على حرمات البيوت، وتفتيشها، ورفضوا إظهار التصريح الصادر من النيابة العامة ، كما طالبوا البعثة بالتدخل لدى إدارة السجن للسماح لهم بالتريض، وتزويدهم بالكتب وأكدوا على مساعدتهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد.

كما أطلعت إدارة السجن، البعثة على الجناح رقم 2 تحت التطوير، حيث تم تجديده بإعادة طلائه بلون يختلف عن لون العنابر السابقة، كما تم تحديث شبكة الصرف الصحى به، وأن الغرف تم تزويدها بشبكات كهرباء جديدة ومغطاة (آمنة)، وأكدوا أن هذا الجناح نموذج، تأمل إدارة السجن تعميمه على جميع الأجنحة.
الجريدة الرسمية