رئيس التحرير
عصام كامل

كيف استغل الإخوان «الحج» سياسيا؟.. أدبيات التنظيم تتضمن لائحة خاصة بالشعيرة.. حسن البنا استخدمه في ترويج الفكر الإخواني واستقطاب كبار الشخصيات الإسلامية.. وباحث: ساحة جاهزة دائما لابتزاز الس

فيتو

يعيش العالم الإسلامي، نفحات إسلامية، ويستقبل شعائر الحج خلال الأيام المقبلة، ورغم الأجواء الإيمانية الخالصة، التي يركز فيها المسلم على كيفية الإخلاص لله، وحسن التدبر والاستمتاع بهذه اللحظات التاريخية في حياته، إلا أن التيارات الدينية عامة، والإخوان خاصة، لها دائما رأيًا خاصًا وميكيافليًا، مكنها من تسييس الحج، واستخدامه في تمرير أهدافها، على مدار العقود الماضية.


فريضة سياسية
على موقع الإخوان الرسمي، توثق الجماعة، استخدام الشعيرة في الالتقاء بالوفود الإسلامية المختلفة، والتعرف عليهم ومعرفة أحوالهم ومناقشة مشاكلهم، وتحت لافتة الوعظ والإرشاد، كانت الجماعة تعقد الندوات الأدبية والسياسية، وبعد توثيق العلاقات وشحن النفوس بالفكرة الإخوانية في مثل هذه الأجواء، وبعد انتهاء مراسم الحج كانت الجماعة تدعو الشخصياتِ البارزةَ من الحُجَّاج ورؤساء البعثات من الأقطار المختلفة ويبقى أمامهم حسن البنا، خطابا حماسيًا، لتسويق فكرته.

كان البنا يتحرك وفق التكليفات التي اعتمدها مجلس شورى الثالث للجماعة عام 1935، عن لائحة الحج، التي تحث كل فرد من الجماعة على الاستعداد الكامل لأداء الفريضة، ووفقًا لثروت الخرباوي، القيادي التاريخي للإخوان في كتابه «سر المعبد»، كانت دولة آل سعود، بروفة أولية لدولة الخلافة الإسلامية، التي كان البنا يرى نفسه من خلالها "خليفة المسلمين".

يكمل الخرباوي: البنا روج لعالمية الجماعة، ولتحقيق ذلك كان لا بد من التغلغل داخل المملكة، وكان عام 1936، على موعد مع اللقاء الشهير بينه والملك عبد العزيز، والذي طلب فيه البنا إنشاء فرع للجماعة في السعودية، وهو ما رفضه عبد العزيز، وقال بخياله السياسي النادر الذي يدرك حقيقة أطماع البنا: «كلنا إخوان مسلمون».

أجهض الملك بذلك محاولات الإخوان مد السعودية بفرع للتنظيم، ولكن البنا وجماعته لم يستسلموا، ةنشروا أفكارهم بالمملكة من خلال البعثات الدعوية خلال مواسم الحج، وبالفعل استطاع التنظيم، تشكيل خلايا تأتمر بأمره في السعودية، ودخلت بذلك ضمن هيكل التنظيم الدولي للجماعة.

وسيلة وليس غاية
يقول منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن الإخوان منذ البداية وهم يستغلون الشعائر الدينية مطية لتحقيق أهدافهم السياسية، موضحا أن الدين عندهم وسيلة وليس غاية، وهذا نهجهم من قديم الأزل.

وتابع: في السابق كانوا يستغلون المناسبات الدينية كصلاة العيد ويقومون بنشر منهجهم ودعوة البنا، الذين كانوا يذكرونه أكثر من ذكرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستغلون ذلك في تجنيد الشباب والنساء، من خلال دعوتهم للصلاة في الخلاء، وتوزيع الهدايا على الأطفال، ومن ثم توزيع المنشورات التي تدعو إلى جماعتهم.

ويؤكد عمران، أن أعضاء التنظيم، يجمعون أنفسهم من خلال شعيرة الحج، وبصورة سرية للالتقاء كقادة وكوادر للجماعة من دول العالم المختلفة، لوضع الخطط والإستراتيجيات المستقبلية في كل بلد على حسب الأنظمة ومدى موقفها من الجماعة، ومن خلال الحج يتم التكليفات للأفراد، وتحديد خطط العمل انطلاقا من الأماكن المقدسة، لافتا إلى استمرار استخدام الحج سياسيا من قبل الإخوان، التي تتحالف مع نظام الحمدين وقطر، لتدويل الشعيرة، والضغط على الحكومة السعودية وابتزازها، على حد قوله.


الجريدة الرسمية