رئيس التحرير
عصام كامل

عن تحذير "بسام راضي"!


السفير "بسام راضي" المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية يحذر في تصريحات تليفزيونية صباحية اليوم من الصفحات المزيفة التي تنتحل صفة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، وتروج الإشاعات والاكاذيب! إذن هل هناك من تصل به الوقاحة لتزييف صفحة باسم رئاسة الجمهورية؟!


نعم هناك.. ولكن هل يصل التجرؤ على هذا الفعل وهو يعلم أن مباحث جرائم الإنترنت يمكنها التوصل إلى من يفعل ذلك بسهولة؟ لا طبعا.. لأن مثل هذه الصفحات المزيفة لن تكون من داخل البلاد! وبالتالي يمكن لمباحث الإنترنت أن تعرف مكانها والبلد الذي تأسست منه لكن لا يعرف أصحابها ولا يمكن إغلاقها.. إلا بطرق أخرى!

ماذا نستنتج مما سبق؟
نستنتج أولا أن حرب الإعلام الجديد غاية في الشراسة ولا حدود لها.. ونستنتج ثانيا أن كل الوسائل في هذه الحرب متاحة.. ونستنتج ثالثا أن اليقظة الدائمة -الدائمة- مطلوبة، والتعامل مع الحسابات الكبيرة للشخصيات المهمة والعامة يحتاج إلى الحرص الشديد، فكثيرة بينهم هي الصفحات المزيفة التي تستهدف تشويه الكثيرين واغتيالهم معنويا بنسب أشياء ومواقف لهم لم تصدر عنهم.. أو ترويج الإشاعات من خلالهم وإرباك متابعيهم لأغراض خسيسة وخبيثة كما أشار تحذير السفير "راضي"!

السفير "راضي" شخص مهذب وأداؤه كمتحدث رسمي يشكل نموذجا للمتحدثين الرسميين، ولم نسمع عن شكوي واحدة من انضمامه إلى جماعة الـ "غير متاح" بالتهرب، أو بإغلاق هاتفه أو تجاهل الرد على الصحفيين كما يفعل كثيرون يتولون مسئولية التحدث بمؤسسات أقل في الدرجة، وفي الأهمية، رغم اتصالها اللحظي بمصالح المواطنين، ويحق للصحفيين إبلاغ المواطن بالمعلومة الصحيحة من مصدرها !!

ولأن كل كلمة منه لها حساب، لذا فتحذيره يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، وهو ما يتطلب من شرفاء المصريين مزيدا من التفاعل مع الصفحة الرسمية للرئاسة، وكل الصفحات الرسمية الحقيقية الأخري، ومزيدا من الحشد الواعي للتصدي لحرب إلكترونية تزداد شراسة كل يوم على بلدنا وشعبنا، وتحتاج إلى جهود إضافية ودائمة للتوعية منها، ومن وسائلها التي تتجدد كل يوم!
الجريدة الرسمية