لماذا تدمن "الجماعة" استغفال قواعدها؟
لا يبارح الإخوان لعبة استغفال القواعد، وكأنها حلاوة روح، أو إدمان يأسر صاحبه، ويهبط به إلى أدنى درجة يمكن تخيلها، وربما لهذا أعادت الجماعة نشر مقال طلعت فهمي، المتحدث الرسمي باسم التنظيم، على موقعها الرسمي "إخوان أون لاين" الذي يتحدى فيه أي محاولة لإقتلاع جذور الإسلام السياسي عامة، والإخوان خاصة من الحياة المصرية والعربية.
باحث: الإخوان خذلت أمريكا في اختطاف المنطقة لصالحها انطلاقا من «حكم مصر»
يحاول التنظيم الصمود في وجه ضربات الإعلام، ويقلل أمام أنصاره من توحد السعودية والإمارات والبحرين، بجانب دول عربية أخرى ضده، وغلقها الباب أمامه للأبد، بعدما كانت ملجأ وسند يقوي ظهره، إذا ما انقلبت عليه الدولة المصرية، وقلمت أظافره.
المتابع للتنظيم، يعرف أن الهدف من إعادة نشر المقال على الموقع الرسمي للجماعة، توجيه رسائل في اتجاهات عدة، أولها إثبات الحضور أمام الضربات الأمنية، والخلافات الداخلية، والتغيرات الفكرية، وإعادة غسل أدمغة القواعد وإقناعهم، أن اليوم الذي يعد الجميع العدة له، إيذانًا بالإعلان عن نهاية الجماعة لم يأت بعد.
تخلط الجماعة الأوراق كعادتها، وتصور الهجوم المتواصل عليها، أنه شهادة بقوتها، وتزعم أن الضربات العنيفة التي تتعرض لها على جميع المستويات، ومن كل الأقطار المحيطة في وقت واحد، يعني أن الإخوان فكرة متجذرة وكيان قائم، لن يموت، ولن ينجح أي تكتل إقليمي ودولي في "استئصاله".
المثير للسخرية أن مقال المتحدث باسم الجماعة، يزعم أن هناك استطلاعات رأي لمراكز رصد مستقلة ــــ لم يذكر اسمها وهويتها ــــ تؤكد أن شعبية الإخوان حاليا تقترب من 70% وهي طريقة في الصياغة، تؤكد أن التنظيم لايملك أدنى ملكات الخيال السياسي ما يجعله على علم بحجم تأثيره الحقيقي في الشارع، الذي لفظه ولم يعد يتحمل حتى سماع سيرته.
كما يتناقض مقال المرشد مع الصراع الخطير الذي تعيشه الجماعة على جميع المستويات، واضطر معه الكثير من أبناء الإخوان من مختلف الأجيال للهرب من مستنقع التنظيم، وقد يكون كافيا للمتحدث الرسمي للجماعة، العودة إلى تصريحات عبد الجليل الشرنوبي، رئيس التحرير الأسبق، لأشهر موقع إلكتروني للتنظيم «إخوان أون لاين»، وأحد أبرز المنشقين عنها، الذي كشف حقيقة خطابات الإخوان الفارغة من أي مضمون.
هي من وجهة نظره، لا يمكن أن تقدم إعلامًا حقيقيًا، ببساطة لأنها توجه بقناعة تامة إلى ناس لا تفكر، وإن شغّلت عقولها، لن تأخذ اتجاها آخر غير المسار المفروض عليها من تنظيم يعيش بعقلية القرون الوسطى!