انتهاء 75% من أعمال ترميم المعبد اليهودي بالإسكندرية
انتهت وزارة الآثار من نحو 75% من أعمال ترميم المعبد اليهودي "إلياهو هنابي" بالإسكندرية والتي من المتوقع الانتهاء منها خلال الثلاثة شهور المقبلة لافتتاح المعبد نهاية 2019 الجاري.
10 صور ترصد أعمال ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
ويعد المعبد اليهودي، أحد أهم المباني الأثرية الدينية بمحافظة الإسكندرية ويطلق عليه معبد "الياهو هانبى"، ويسع 700 مصلٍ، وبدأت وزارة الآثار في تنفيذ خطة لترميم المعبد بعد تعرضه لانهيار بسيط لتأثره بالنوات والأمطار الشتاء قبل الماضى، وذلك بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون جنيه.
ويقوم بأعمال الترميم كوادر فنية من متخصصين في معالجة العناصر الإنشائية، وتشمل أعمال الترميم الزجاج المعشق والزخارف والألواح الخشبية وأعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الإنشائي للمبنى والموقع العام، بالإضافة إلى أعمال ترميم العناصر الرخامية والزخارف والكهرباء وصيانة أعمال مكافحة الحريق وصرف المياه.
من جانبه قال محمد متولى، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية والساحل الشمالى، إن أعمال الترميم تتم لأول مرة في المعبد اليهودى منذ إنشائه، حيث كانت تتم أعمال صيانة دورية فقط، موضحا أن مشروع ترميم المعبد بدأ في أغسطس ٢٠١٧ وذلك تحت إشراف وزارة الآثار، وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية في 17 مايو 2017.
والمعبد اليهودى أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية في عام 1881 ميلادية، وتم تسجيله في مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد 63 سفرا من الأسفار اليهودية بالمعبد أي 63 نسخة قديمة من التوراة وهى لها قيمة دينية وأثرية كبرى.
والمعبد من الخارج يتميز بمدخل بارز مرتفع عن سطح الأرض ببضعة درجات من السلالم الرخامية، ويعلو باقى أجزاء الواجهة كتفين يتوسطهما عمودين يحملان القسم العلوى الذي يتكون من عقد نصف دائري يتوسطه عقد زخرفى يتكون من عقدين يتوسطهما جامة، ومحاط بعقد نصف دائرى يعلوه خمس أكال نصف دائرية يبرز عنها شكل وردة ثلاثية البتلات ويعلو ذلك النجمة السداسية وسط زخارف نباتية محورة، فيما يقع بالجهة الجنوبية الغربية مدخل يؤدى إلى الطابق الثانى حيث مصلى السيدات.
والمبنى من الداخل يتخذ شكل المستطيل ويتكون من طابقين وشيد على الطراز الإيطالى به نحو 28 عامودا تحصر بينها مقاعد مزودة بلوحة نحاسية صغيرة نقش عليها أسماء الحاضرين من اليهود، أما الهيكل فهو مصنوع من الرخام ويقع بمنتصف الجهة الشرقية حيث يتقدمه منصة الصلاة والوعظ، ويوجد على جانبيه مدخلين الأول بالجهة الجنوبية يؤدى إلى حجرة بها دولاب خشبي يحتوي على عدد من الأسفار، والثانى بالجهة الشمالية ويؤدي إلى درج سلم خشبي يؤدي إلى مصلى السيدات بالطابق العلوى.
وتعود قصة إنشاء المعبد اليهودي بالإسكندرية إلى الحقبة التاريخية التي كانت فيها الإسكندرية موطنا للجالية اليهودية، حيث تشير الدراسات إلى أن عدد اليهود في الإسكندرية كان يقدر بنحو 4 آلاف يهودى في القرن التاسع عشر، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في بدايات القرن العشرين ثم ارتفع إلى 40 ألفا في عام 1948، ثم بدأ اليهود في الرحيل من مصر إلى إسرائيل بعد قيامها، كما تشير الدراسات إلى أن يهود الإسكندرية كان نصفهم من المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم يهود الآدينو وهم من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من إسبانيا، والآخرين من يهود إيطاليا وشرق أوروبا، والثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط ويتكلمون العربية، بالإضافة إلى اليهود المهاجرين من النمسا والمجر وبولندا هربا من النازية في ألمانيا.