بريطانيا والحادث الإرهابي!
ما الذي دفع بريطانيا لتحذير رعاياها في ال 20 من يوليو الماضي من أعمال إرهابية محتملة في مصر؟ هل كانت الأجهزة البريطانية على علم بعملية معهد المنيل أول أمس؟ إن كانت على علم فلماذا لم تخطر الأجهزة المصرية؟
هذا السؤال يشغل بال الكثيرين في مصر، وللإجابة عليه ينبغي أولا التأكيد أن أجهزة المخابرات خصوصا في بريطانيا هي الأمينة على المشروع البريطاني الممتد منذ بداية القرن الماضي، والذي خطط له ووضعه مؤتمر "كامبل بنرمان" الشهير في 1905.. وخطط هذا المشروع تتصادم مع الآمال العربية والمصرية تحديدا في الاستقلال والتقدم..
ومع ذلك سنترك المخطط وفكرة المؤامرة جانبا ومعها علم الأجهزة البريطانية فعليا بتفاصيل مؤكدة -نؤجله ولا نستبعده- ونتحدث بشكل علمي وفني عن الموضوع.. إذ يمكن لأجهزة المخابرات التنبؤ بالأعمال الإرهابية.. وهذا يمكن أن يتم بعدة وسائل.. أولها اختراق هذه الأجهزة لبعض الجماعات الإرهابية من خلال مصدر تم تجنيده أو زرعه.. ويقوم هذا المصدر بالإبلاغ عن ملاحظات يرصدها بقرب وقوع عمل إرهابي دون معرفته بموعده ولا مكانه بالتحديد لعدم إبلاغه به.
وهنا يكون المصدر الذى تم زرعه أو تجنيده ليس من أعضاء الدائرة الضيقة العليا التي تدير الجماعة المقصودة..
وسيلة أخرى.. رصد اتصالات مكثفة لكنها مشفرة.. لا يتم فك شفرتها لكنها تشير إلى قرب وقوع عمل ما.. وسيلة ثالثة هو انقطاع تتبع أحد المراقبين من أحد أجهزة المخابرات وهذا أيضا يوحي بقرب وقوع عمل ما.. ورابعا من بلاغات المرشدين من تجار المتفجرات والأسلحة وبعضهم يعمل أصلا تحت مظلة بعض الأجهزة الغربية بتبادل مصالح!
كثيرة هي الوسائل.. العبرة في يد من تنتهي المعلومات.. جهاز يريد أو دولة تريد الخير لبلادنا أم العكس؟ تلك هي المسألة!