رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لحادث معهد الأورام الإرهابي.. «الداخلية» تكشف التفاصيل.. وحركة «حسم» المُدبر الرئيسي.. «السيسي» يعزي الشعب المصري.. والنيابة تعلن تفحم الجثث واللجوء لـ«

فيتو

دماء في كل مكان، فزع على الوجوه، وخوف على مصير مرضى لم ترحمهم الدنيا فلاذوا بالمستشفيات ظنًا أن ذلك قد ينجيهم لكن الموت جاءهم حتى الباب، نيران تلتهم الجميع، مسئولون في كل مكان، بيانات كل لحظة، وآلاف الأسئلة المطروحة، كل ذلك عاشته مصر خلال الساعات الماضية بسبب حادث معهد الأورام.


عملية إرهابية
ومنذ قليل كشفت وزارة الداخلية عن تفاصيل الحادث، لافتة إلى إنه في إطار فحص حادث انفجار إحدى السيارات بمنطقة قصر العيني أمام معهد الأورام والذي تبين من الفحص المبدئى، أنه نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكى بثلاث سيارات وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه.

وأوضحت الوزارة أن الأجهزة المعنية انتقلت وأجرت الفحص والتحرى وجمع المعلومات، حيث توصلت لتحديد السيارة المتسببة في الحادث وتحديد خط سيرها، حيث تبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر.

وأشار الفحص الفنى إلى أن السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها، كما تشير التقديرات، إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.

وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقوف حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعدادا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.

وأكدت إنه جار استكمال عمليات الفحص والتحرى وجمع المعلومات وتحديد العناصر الإرهابية المتورطة في هذا التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

البداية
وجاءت بداية الحادث، ببيان أولى رسمي من جامعة القاهرة، أوضحت فيه أن الحادث نتيجة تصادم بين أكثر من سيارة نتيجة سيارة جاءت من الاتجاه المعاكس الأمر الذي أسفر عن حريق ضخم وتفحم عدد من السيارات ووقوع العديد من الإصابات بين المارة.


تحرك
ونتيجة ذلك جاء أول تحرك من الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، التي انتقلت لمعهد الاورام، ومتابعة الحالة الصحية للمرضى، كما أمرت بدفع 74 سيارة إسعاف، وتوزيع المرضى على عدد من المستشفيات ومعهد ناصر من أجل حمايتهم من أي أخطار إذ إن مبنى المعهد شهد تصدعات وتدمير الواجهة الأمامية له.


كما أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ، وتم استدعاء الأساتذة والاستشاريين من كافة التخصصات خاصةً الجراحات الدقيقة، كما اطمأنت على أرصدة الدم بالمستشفى، وجاهزيتها لتقديم كافة أوجه الرعاية للمصابين.

وحتى كتابة تلك السطور، أعلن خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام، المتحدث الرسمي للوزارة، إن الوضع الصحي للمصابين في حادث معهد الأورام مطمئن بشكل عام، باستثناء ٣ حالات خطرة بالرعاية المركزة، مشيرا إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى ٢٠ حالة وفاة بينهم ٤ مجهولين وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى ٤٧ حالة.

شهود عيان
الحادث لم يمر دون بطولات للأهالي، كما أن روايات شهود العيان تكشف الكثير، فيقول إبراهيم عباس، أحد شهود العيان على حريق معهد الأورام بالسيدة زينب إنه فوجئ أثناء مروره بمحيط المعهد القومي للأورام بنشوب حريق شب بمحيط المعهد نتيجة تصادم سيارة ملاكي بعدد من السيارات الأخرى مما أدى لانتشار النيران في بعض السيارات المجاورة.

وأضاف شاهد العيان، أنه هرع رفقة المتواجدين في محيط المعهد لمساعدة المصابين وانتشال الجثث من النيران، مشيرًا إلى أن بعض المتواجدين قفزوا في النيل ولم يتم العثور على بعضهم حتى الآن.

وأشار الشاهد إلى أنه رأى أسرة مكونة من رجل وامرأة، ونجلتهما، داخل سيارة، معلقًا "واحنا بننقذ الناس من الحريق لقينا أسرة متفحمة وحاضنين بعض داخل سيارة أمام معهد الأورام".


كما قال محمود ناجي، فني إشاعة بمعهد الأورام إنه أثناء وجوده في المستشفى سمع صوت انفجار، ونزل على الفور ليرى سبب هذا الصوت فوجد أن الصوت بسبب نتيجة تصادم سيارتين ببعضهما.

وأضاف «ناجي»، أنه هرع على الفور لمحاولة إطفاء النيران مع المواطنين وإنقاذ المصابين وإبعادهم عن أماكن الحريق، مشيرًا إلى أن هول المنظر الذي شاهده لم يجعله يفكر في سيارته المشتعلة بل كان يفكر فقط في إنقاذ أكبر قدر من المصابين.


تحقيقات النيابة
في نفس السياق، كشفت تحقيقات النيابة في الحادث تفاصيل كثيرة، أولها ما كشفته المناظرة الأولية التي أجراها فريق من نيابة جنوب القاهرة الكلية للمتوفين، وتفحم معظم الجثث، واختفاء ملامحها، وأمرت بإجراء تحليل DNA للجثث المجهولة للوصول إلى هويتها وتسليمها لذويها، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية.

المعاينة
كما كشفت المعاينة لموقع الحادث عن تحطم واجهة معهد الأورام، وتصدع بعض الغرف القريبة من الشارع، وتناثر حطام السيارات في كل مكان، وأمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات المراقبة لكشف ملابسات الحادث، كما انتقل فريق من النيابة إلى المستشفيات لسماع أقوال المصابين، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الحادث.

كلمة الرئيس
وفي نفس السياق تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعازي للشعب المصرى وأسر شهداء محيط منطقة قصر العينى.

وقال السيسي: «اتقدم بخالص التعازى للشعب المصرى ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابى الجبان في محيط منطقة القصر العينى مساء الأمس، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين.. وأؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم».

دفتر نعي
كما حرص عدد من نجوم المجتمع والمسئولين على تقديم واجب التعازي لأسر الضحايا وعلى رأسهم الدكتور مصطفى مدبولي الذي طالب بتوفير رعاية كاملة للمصابين، كما شارك في النعي لاعب المنتخب الوطني محمد صلاح، وقائمة فنانين طويلة تضم أحمد السقا وعمرو دياب وشيرين رضا.


فتح المعهد
وخلال الساعات الماضية استأنف المعهد القومى للأورام أعماله في استقبال المرضى حاليا، إذ يقوم الموظفون بالمعهد بعملهم بشكل طبيعى مع وضع حواجز لفصل الواجهة المتضررة جراء الحريق الذي شهدته المنطقة الأمامية للمعهد أمس الأحد.

وأعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن شركة المقاولون العرب بدأت في أعمال الترميم للتلفيات بالمعهد، مشيرا إلى أن معهد الأورام يستقبل المرضى المترددين عليه بقاعات داخل المعهد، كما أنه تم توفير أماكن بديلة يتلقى فيه المرضى العلاج.

وبعث الخشت برسالة طمأنينة لكل المترددين على المعهد وذويهم، قائلا: "لدينا خلية نحل تعمل داخل المعهد لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة للمرضى خلال تلقيهم للعلاج.. معهد الأورام عاد للعمل وهذا يبرهن أن مصر تستطيع".
الجريدة الرسمية