رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا جرى في المنيل بالضبط؟!


مصر كلها تتابع حادث الانفجار أمام معهد الأورام بالمنيل.. ولذلك ليس جديدا أن نعيد ما قيل حتى كتابة هذه السطور عن إشاعة انفجار أسطوانة أكسجين وما تلاها من تصحيح بالرواية الحقيقية وهي اصطدام سيارة مسرعة بعدة سيارات أمام المعهد، مما أدى إلى الانفجار!


لكن التساؤلات المشروعة تفرض نفسها.. هل اصطدام سيارة بسيارة أو بعدة سيارات يتسبب في انفجار كالذي جرى؟ يؤدي إلى حريق هائل وأكثر من أربعين بين قتيل وجريح وتدمير واجهة المعهد؟!

لكن يلفت نظرنا أن تسير سيارة بهذه السرعة في طريق ضيق وفي الاتجاه المعاكس!! وهذه المنطقة.. كورنيش المنيل.. تعج بالأهالي في هذا التوقيت -ربما كان ذلك سببا في ارتفاع عدد الضحايا- من الصيف وتعتبر منتزها لهم ولغيرهم.. فهل كانت السيارة تهرب من شيء ما ؟ مطاردة مثلا؟

ولو لم تكن هناك مطاردة.. فما الذي يجعل سيارة ليست سيارة نقل في هذه التوقيت الذي يقترب من منتصف الليل أن تحمل أسطوانات غاز كما قيل؟ ولو كان نبأ وجود أسطوانات غاز غير صحيح فهل كانت إحدى السيارات أو أكثر تعمل بالغاز وهو السبب في الانفجار الكبير؟

وإن كان السبب مواد متفجرة فهل انفجرت صدفة بفعل التصادم وإنها كانت في طريقها من مكان إلى آخر أو في طريقها لعمل إرهابي؟ إذ من غير المعقول القول إن المعهد كان مستهدفا بالتفجير! هل كان الهدف أحد الفنادق القريبة من المكان؟

بالطبع أي آثار لمواد متفجرة سيكتشفها رجال المعمل الجنائي خلال فترة قليلة وستعلن للناس خلال ساعات وربما قبل نشر هذا المقال خصوصا مع سرعة تفريغ كاميرات المكان ومعها إجابات لكل الأسئلة السابقة.

الأسئلة عديدة.. وفي سوابق أخرى كانت الموجة الانفجارية لأسطوانات الغاز كبيرة فعلا أدى إلى تدمير وحدات سكنية بل وأدوار كاملة وكان ضحاياها متوسطا لكن غالبا ما يكون الضحايا هم كل المتواجدين بالمكان.. وبالتالي ففرضية أن الانفجار كان بسبب أسطوانة غاز أو حتى "تانك" الوقود في سيارة أو أكثر ممكنة.. رغم تكرار حوادث اصطدام السيارات ببعضها دون انفجارات!!

الألغاز كثيرة لكن لا يمكن إغفال إيجابيات برزت فيه ومنها التعامل مع الحادث فورا من المسئولين، وأولهم الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة المعني أساسا بالمعهد الذي يتبعه إداريا، ثم تواجد الشرطة ورجال النيابة ثم وزيرة الصحة، وما تم من إخلاء عدد كبير من غرف المعهد تم تسكينها بالكامل في مستشفيات أخرى.. نتمنى أن يجدوا فيها العلاج نفسه الذي كانوا يتلقونه في المعهد!
الجريدة الرسمية