مدير عام الترميم الأوّلي يكشف خطوات نقل وتعقيم تابوت توت عنخ آمون بالمتحف الكبير "فيديو"
كشف الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأوّلي ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن فريق العمل المكلف بنقل التابوت الخشبي المذهب لتوت عنخ آمون عندما توجه لبدء إجراءات نقل التابوت ورفعه من التابوت الحجري المحفوظ به في مقبرة الفرعون الشاب بالأقصر والذي لم يغادر مقبرته منذ نحو 97 عاما أصيبوا بالصدمة تتمثل في مظاهر التلف البالغة التي ظهرت على التابوت والتي لم نتوقعها.
وقال زيدان لـ"فيتو": إن مظاهر التلف تتمثل في الشروخ العميقة وتساقط وفقد بعض طبقات التذهيب على التابوت الخشبي، ولذلك تم رفع التابوت بحرص شديد والبدء في أعمال الترميم الأولى وتدعيم الشروخ بمواد علمية تناسب حالته ثم تدعيم طبقات البلاستر والتذهيب لتقويتها باستخدام مواد خالية تماما من الحموضة لعدم تفاعلها مع الأثر.
وأوضح مدير عام الترميم الأوّلي ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أنه تم نقل التابوت إلى مكان مؤمن لتغليفه الذي تم على مرحلتين وتم نقل التابوت من الأقصر للقاهرة في 16 ساعة وتم نزول التابوت في منطقة العزل ثم نقله إلى معمل الترميم للبدء في أعمال ترميمه.
عيسى زيدان يكشف أسباب نقل تابوت الملك توت عنخ آمون للمتحف الكبير
وكان الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأوّلي ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، قد كشف الحقيقة الغائبة وراء نقل تابوت الملك توت عنخ آمون، مؤكدا أن تابوت الملك توت عنخ المصنوع من الخشب المغطى بطبقة من الجص المذهب، والذي يأخذ الشكل الأوزيري بذراعيه المنعقدين على صدره ممسكا رموزه المقدسة وهي الصولجان والمذبة، تم نقله من مقبرته إلى المتحف الكبير، نظرا لما يعانيه التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة، والتي تتمثل في تساقط بعض طبقات الجص المذهب الذي يغطي التابوت، بالإضافة إلى وجود بعض الشروخ في طبقات التذهيب بالتابوت.
وأوضح "زيدان" أن التابوت لم يتم ترميمه منذ أن تم اكتشافه عام 1922، وسوف يتم ترميمه داخل مركز ترميم المتحف المصري الكبير، وهو من أفضل مراكز الترميم في العالم، وبه أفضل فريق عمل متخصص في ترميم الأخشاب، وأحدث أجهزة التوثيق والفحوص والتحاليل.
وأشار "زيدان" إلى أن فريق العمل بالمتحف المصري الكبير أعد تقرير حالة عن التابوت، وتوثيق جميع مظاهر التلف قبل نقله للمتحف الكبير، وتم القيام بأعمال الترميم الأولى وتثبيت القشور الضعيفة، وتدعيم وتغطية الأماكن الضعيفة والشروخ بالورق الياباني الخالي من الحموضة، تمهيدا لعملية التغليف، وتم استخدام وحدات مضاد للاهتزازات أثناء عملية النقل؛ تفاديا لأي صدمات من المطبات الصناعية التي توجد بالطرق والتي تؤثر على سلامة التابوت، وتم النقل في وجود شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة.
وأضاف عيسى زيدان، أن عملية النقل تمت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية- أعلى سلطة في الآثار- وتم العمل على مدار يومين، وفي وضح النهار وبحضور كل المسئولين عن وادي الملوك من الأثريين والفنيين والعمال، لم نكن زوار الليل ولم نعمل في الخفاء كما يدعي البعض، لم نكن مدعومين من جهة سيادية، وكان الهدف هو إنقاذ واحد من أهم مقتنيات الملك توت عنخ آمون والحفاظ عليه.
وأكد "زيدان" أن المومياء لم تكن موجودة داخل التابوت الذي تم نقله كما يدعي البعض، والمومياء محفوظة بالمقبرة داخل فاترينة مخصصة لحفظ المومياوات وذات نظام أمن يعتمد على الغازات الخاملة التي تعزل المومياء عن الجو الخارجي الذي يؤثر تأثيرا سلبيا عليها.