رئيس التحرير
عصام كامل

8 صور ترصد أعمال تعقيم التابوت الخشبي المذهب للملك توت عنخ آمون

فيتو

أعلنت وزارة الآثار، بدء أعمال تعقيم التابوت الخشبي المذهب للملك توت عنخ آمون والذي تم نقله من مقبرة الملك إلى المتحف المصري الكبير منذ أيام تمهيدا لعرضه ضمن مجموعة الملك الذهبي.


وأكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية نقل التابوت تمت بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية على عملية النقل في جلستها المنعقدة في شهر يونيو 2019، وذلك لتنفيذ أول عملية ترميم له منذ اكتشاف المقبرة عام 1922.

الآثار تكشف أسباب نقل تابوت توت عنخ آمون إلى المتحف الكبير

وأشار الدكتور الطيب عباس، مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إلى أن التابوت سيتم عرضه ضمن سيناريو العرض المتحفي لمجموعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير مع باقي التوابيت الأخرى الذهبية الموجودة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير والتي سيتم نقلها للمتحف المصري الكبير قبيل افتتاح المتحف الكبير لتعرض التوابيت كاملة لأول مرة.

وأوضح الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن أعمال تعقيم وترميم وصيانة التابوت ستستغرق نحو ٨ أشهر، حيث يعاني التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة والتي تتمثل في وجود شروخ في طبقات الجص المذهبة وضعف عام في طبقات التذهيب، مضيفا أنه تم توثيق وإثبات جميع مظاهر التلف بالتابوت وعمل تقرير حالة له قبل عملية النقل.

وتم نقل التابوت وسط إجراءات أمنية وتحت إشراف المرممين والأثريين وبالتعاون مع شرطة السياحة والآثار.

وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، بصحبته الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروعات المتحف المصري الكبير، التابوت المُذهب الخارجي للملك الشاب توت عنخ آمون، بعد نقله للمتحف المصري الكبير، من مقبرة الملك في وادي الملوك.

واستمع الدكتور مصطفى مدبولي، لشرح تفصيليّ من الدكتور خالد العناني، حول مكونات التابوت المذهب الخارجي لتوت عنخ آمون، لافتا إلى أن هذا التابوت يعد أحد التوابيت الثلاثة للملك الشاب التي تتخذ شكل الملك في الوضع الأوزيري، والتي تم اكتشافها في غرفة دفنه في عام 1922.

وأشار إلى أن التابوت الخارجي مصنوع من الخشب المُذهب، ويمُثل الملك على هيئة المعبود أوزير، واليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر، تُمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، لافتًا إلى أبعاد التابوت؛ إذ يبلغ طوله 223،5 سم، وعرضه 86،8 سم، بينما يبلغ ارتفاعه 105،5 سم، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء.

وقال الوزير: إنه تم العثور بداخل التابوت المُذهب الخارجي على التابوت الأوسط، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسوًا في أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وهو موجود الآن في المتحف المصري بالتحرير.

وأشار إلى أنه عُثر أيضًا على التابوت الداخلي بداخل التابوت الأوسط، وهو من الذهب الخالص ويزن 110،4 كجم على شكل مومياء، وكان ملفوفا بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود أيضًا بالمتحف المصري بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء.

وأوضح أنه بعد نقل التابوتين الأوسط والداخلي للعرض بالمتحف المصري بالتحرير، تُرك التابوت المُذهب الخارجي بالمقبرة منذ اكتشافها، وحتى تم نقله إلى المتحف الكبير يوم 12 يوليو 2019؛ لترميمه وحمايته من عوامل التلف التي تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين في نسيج مترابط وسيناريو متناغم في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه.

وأشار الدكتور مصطفى وزيري إلى أنه بعد القيام بفحص التابوت المُذهب الخارجي بعناية شديدة بالمقبرة بوادي الملوك، تبيّن أن هناك ضعفًا شديدًا وشروخًا وتساقطا في طبقات الجص المذهبة، خاصة في الغطاء والقاعدة، وهو ما كان يتطلب تدخلًا سريعًا لإجراء عمليات الترميم في بيئة مناسبة.

وأوضح أنه بعد التنسيق مع شرطة السياحة والآثار، وبعد تغليف التابوت بواسطة أخصائيي الترميم من وزارة الآثار، وبعد الاطمئنان على تأمين سُبل سلامته أثناء عملية النقل، واستخدام وحدات مضادة للاهتزاز أثناء النقل، تم نقله إلى المتحف المصري الكبير، وتم حفظ التابوت بقاعة العزل بالمتحف المصري الكبير يوم 14 يوليو 2019 ولمدة 7 أيام.

وأوضح أن مرحلة تعقيم التابوت بدأت يوم 22 يوليو 2019 لاستكمال الخطة الموضوعة للترميم والتي تشمل أيضًا إجراء بعض الفحوصات والتحاليل غير متلفة لمادة الأثر، مشيرًا إلى أنه في ضوء نتائج هذه الفحوصات تتم أعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي، ثم تتم عمليات إعادة تثبيت الطبقات المتساقطة في أماكنها الصحيحة، وعقب ذلك تتم عملية التقوية الشاملة للتابوت، مُتوقعًا أن تستغرق أعمال الترميم نحو 8 أشهر، لافتا إلى أن إجمالي القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون يبلغ عددها 5398 قطعة، تم نقل منها 4500 قطعة حتى الآن.



جدير بالذكر أن الملك توت عنخ آمون، أو الفرعون الذهبي هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، ويُعد توت عنخ آمون من أشهر الملوك الفراعنة بسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل بمعرفة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وكذلك بسبب وفاته في ريعان شبابه.
الجريدة الرسمية