وجوه منسية.. أحمد مرعي العالمي الذي لم تعشقه الشهرة
فنان أصيل وعالمى، لم يكن من هواة جذب الأنظار، بل كان عاشقا للفن حتى النخاع دون أي اعتبارات أخرى، ذو موهبة فذة ومميزة، إنه الفنان أحمد مرعى الذي بالرغم من براعته وخصوصية موهبته لم يحظ بالشهرة الكافية التي يستحقها مقارنة بإبداع وتميز مواهبه الفنية.
نشأته
ولد أحمد مرعى في 14 مايو عام 1942، في قرية الدواخلية التابعة لمركز المحلة الكبري بالغربية، عشق التمثيل، فانضم إلى المعهد العالي للسينما، وتخرج من قسم التمثيل بالمعهد عام 1965، كان مرعى متفوقًا في الدراسة حتى إنه تم تعيينه في المعهد كمعيد هذا إلى جانب عمله بمسرح الجيب، درس «مرعي» إلى جانب هذا النشاط الفنى الإلقاء مع الفنان عبد الوارث عسر، والماكياج مع القطورى، وكانت انطلاقته الفنية الحقيقية بعد مشاركته في فيلم "النصف الآخر" عام 1967.
7 فنانين قد لا تعلم أنهم فارقوا الحياة (صور)
أعماله الفنية
أحمد مرعى كانت مشاركاته الفنية مميزة ومتعددة ولكنه كان يُبدع في الأعمال الدينية والتاريخية، فقد شارك في عدد من الأفلام المهمة على رأسها فيلم المومياء، والرسالة، ذلك الفيلم العالمى الذي يتناول قصة الرسالة النبوية، وكذلك فيلم اثنان ضد القانون، وأيضا شارك بمسلسل سليمان الحلبي ومحمد الفاتح والجريمة والعقاب ومصرع المتنبي وأولاد آدم، وشارك أيضًا مرعى في بطولة الفيلم القصير الفلاح الفصيح الذي أخرجه أيضًا شادى عبد السلام، وإلى جانب أعماله المحلية، هناك عمل عالمى لأحمد مرعى لا يعلم عنه الكثيرون، وهو الفيلم البولندى "في الصحراء والبرارى"، المأخوذ عن قصة هنريك سنيكيويتش وإخراج فلاديتش سيلسكي، والذي تم تصويره بين مصر والسودان، ولقد قدم أحمد مرعى دورًا شغل أوساط السينما الأوروبية.
المومياء.. نقطة فارقة
بالرغم من تعددية أدوار أحمد مرعى إلا أن دوره "ونيس" في فيلم المومياء.. يوم أن تحصى السنون، علامة فارقة في تاريخ أحمد مرعى الفنى كما أن الفيلم نفسه علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية والعالمية على حد سواء حيث أنه يعتبر أحد أهم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية، فأداء أحمد مرعى تكامل مع إبداع شادى عبد السلام في رسم تفاصيل الشخصيات الفنية، وتعبيرات وجهها على الورق قبل حتى تنفيذها أمام الكاميرا، ليخرج الفيلم كتحفة فنية لا تزال تلقى تقديرًا كبيرًا حتى يومنا هذا على مستوى العالم.
جوائز عالمية
شارك مرعى في عدد من المهرجانات الدولية، وحظى بعدد من الجوائز البارزة، فحصل على جائزة أحسن ممثل عام 1969 وذلك عن فيلمه "ثلاثة وجوه للحب"، الذي شارك في بطولته أمام عزت العلايلي وسميرة محسن، كما تم تكريمه أيضا من عدد من المهرجانات المحلية والعالمية الأخرى.
الرحيل
توفي أحمد مرعى في 16 يوليو عام 1995، في سن مبكرة، فلم يتجاوز عند رحيله الخامسة والخمسين من عمره، توفى مرعى بعد صراع مع المرض تاركا بعد رحيله إرثًا يقدره حتما عشاق الفن الحقيقي الذين يقدرون المواهب الفنية الفذة حق قدرها، ويظل حتى بعد رحيله نموذجا فريدا في تاريخنا السينمائى المصري وموهبة أكبر بكثير من عمرها الذي عاشته ومن الشهرة التي لم تحظ بها بالقدر الذي تستحقه.