رئيس التحرير
عصام كامل

عندما ألغيت الألقاب من مصر.. تاريخك يا مصري!


لم يكن الشعب المصري أصلا على بال أو على أولويات الأغلبية العظمي ممن حكموه طوال مئات السنين، بما فيهم "محمد على" باشا الذي تتغنى بسيرته قطاعات واسعة من المصريين، يحفظون عن ظهر قلب وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة"، دون وعي بجملة ما فعله "محمد على" وأبناؤه، والذي بدأ عهده بإطاحة "عمر مكرم" ممثل المصريين والذين معه بعيدا عن شئون البلاد، ثم مصادرة أراضي مصر كلها -أيوه كلها- واعتباره وحده مالكا وحيدا لها!


كان منطقيا والحال كذلك أن يتم تصنيف الناس طبقيا.. فلا يصح -عندهم- أن يتساوى الناس في المجتمع، ويكونوا على درجة واحدة أو حتى على درجات متقاربة.. لا.. كان لابد أن تتوازى الفوارق الاجتماعية الموجودة فعليا مع فوارق في الألقاب تبرز وتؤكد الفوارق الأولى.. ومن هنا ظهرت الألقاب التي كان أقلها "أفندي"، وتستمر صعودا بـ "بك" و"باشا" و"صاحب الدولة" و"صاحب المعالي" و"صاحب السعادة" و"صاحب العصمة" و"صاحب المقام الرفيع" إلى "مولانا ولي النعم"!

وفي الربع قرن الأخير السابق لقيام ثورة أبناء الجيش العظيم في 1952 وطبقا لمئات الرويات والقصص والشهادات انتشرت ظاهرة شراء الألقاب بالرشوة المباشرة للملك نفسه أو للمحيطين به، وهناك من يتحدث عما هو أسوأ من رشاوي المال والأرض ويستحي قلمنا من ذكره!

وقبل 67 عاما وثلاثة أيام وبعد الثورة بأسبوع واحد بدأ تطبيق أهم تغيير في مصر بعد خروج الملك، وهو إلغاء الألقاب من بلدنا وعن شعبنا، وتساوي المواطنين في مصر، يجمعهم لقب واحد يسبق المتعلمين وهو "السيد"، ينطبق على رئيس الجمهورية كما على أصغر موظف، ثم لقب "مواطن" ويستخدم في المخاطبات التنفيذية والإدارية لمن لم يحصلوا على أي شهادات تعليمية!
عادت الألقاب فيما بعد وربما بعد إلغائها بربع قرن تقريبا.. وهي بذلك -طبعا- لم تعد في عهد الرجل الذي ألغاها!
الجريدة الرسمية