رئيس التحرير
عصام كامل

"جابر" فيلم أردني في وجه العاصفة.. يزعم أحقية اليهود في جنوب الأردن.. انسحاب الممثلين بعد قراءة السيناريو.. ثورة غضب في العالم العربي.. والحكومة تشكل لجنة لدراسة الفيلم

الفيلم الأردني جابر
الفيلم الأردني "جابر"

أثار الفيلم الأردني "جابر" جدالا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بسبب التسريبات التي انتشرت على السوشيال ميديا تفيد بأن السيناريو الخاص بالفيلم يحتوي على معلومات تاريخية خاطئة تفيد بأحقية اليهود في جنوب الأردن وكذلك بفلسطين.


انسحاب الممثلين

وبدأت قصة الفيلم تنتشر وتثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قرر أحد الممثلين الذين كان من المقرر لهم المشاركة بالفيلم الانسحاب بعد قراءة نص الفيلم وما يحتويه من معلومات تنتصر لليهود على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني.

فيروي الفنان الأردني على عليان الممثل المنسحب من تصوير فيلم "جابر"، أن الفيلم يحتوي على وقائع تاريخية مزيفة تتناول تاريخ منطقة البتراء، ليفيد بأن اليهود قد مروا ومكثوا في تلك المنطقة لأكثر من 1200 عام، وذلك بعد العثور على حجر مكتوب يؤكد ذلك، وهو على غير الحقيقة.

وأكد أن هناك تيارا من جبهة السينما العالمية يسعى لترسيخ مفهوم أن اليهود أصحاب حق في الأرض الفلسطينية، من خلال فيلم سينمائي بأيد عربية، وذلك بمشاركة ممثلين وإنتاج أردني، حيث يحمل الفيلم مغالطات تاريخية، وإسقاطات جديدة بلا طائل، مما يؤدى ذلك إلى المساهمة في تزوير التاريخ في منطقة بلاد الشام، وتحديداُ بالبتراء وجنوب الأردن.

ويظهر بالسيناريو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الجمل التي تسيء بشكل واضح وصريح للتاريخ الأردني ويزعم فيه أحقية بني إسرائيل في جنوب الأردن، من خلال بعض الحوارات الموجودة بنص الفيلم ومنها: "إذن اتركيني افهم الأمر بالشكل الصحيح تقولين إنه كان هناك مجتمع يهودي في الأردن قبل أن يكون هناك مجتمع يهودي في إسرائيل".

وبعد إعلان أول ممثل بالفيلم الانسحاب من المشاركة بذلك العمل تلاه انسحابات فنانين أردنيين من المشاركة بالفيلم منهم : على عليان، عبد الكريم القواسمي، منيب القضاة، محمد سميرات، جمال مرعي، تامر بشتو.

تزييف التاريخ
وبعد إثارة الفيلم الجدل طالبت نقابة الفنانين الأردنيين من الفنانين عدم المشاركة في فيلم "جابر" والذي يدعي أحقية اليهود بجنوب الأردن وفلسطين.

ليكون للحكومة الأردنية موقف سريع تجاه ذلك العمل وذلك من خلال أمر من رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، بتشكيل لجنة لدراسة سيناريو الفيلم إذا كان يمس الثوابت الأردنية أو يمس التاريخ الأردني.

واضطر مخرج الفيلم محيي الدين قندور إلى إصدار بيان يفيد بأن فريق العمل قرر إلغاء تصوير الفيلم بعد حالة الجدل التي أثيرت بشأنه، ومنع كل ما من شأنه المساس بالوحدة الوطنية أو إثارة قضايا قد تؤثر على الأمن الوطني الأردني، بالإضافة إلى سوء فهم البعض لرسالة الفيلم، وقيام البعض الآخر بلي النصوص وتوظيفها للمساس بالثوابت الوطنية التي يؤمن بها.

والغريب في الموضوع أن مخرج الفيلم هو الدكتور محيي الدين عزت قندور مخرج وكاتب ومنتج سينمائي عالمي، وُلد في عمان عام 1938 م ووالده هو اللواء عزت قندور القائد العسكري الأردني المشهور في حرب 1948م ومدير الأمن العام السابق في الأردن.

يذكر أن أحداث الفيلم تدور حول صبي من منطقة البتراء يعثر على حجر في البتراء عليها كتابات عبرية، ثم يقوم ببيعها لعالم آثار أجنبي، ليتم تهريبها بعد ذلك.

ويشارك في تمثيل الفيلم، ممثلون أردنيون وأمريكيون وبريطانيون وروس، لكن الممثلين الأردنيين انسحبوا بسبب ما قالوا إنها مغالطات موجودة في سيناريو الفيلم.
الجريدة الرسمية